آخر تحديث: 29 / 4 / 2025م - 6:26 م

بالصور.. تشييع ”الجيراني“ أحد أبرز رموز الرياضة ودورات الأحياء بالقطيف

جهات الإخبارية تصوير: سعيد الشرقي - جزيرة تاروت

- "الأمّي الذي أدار 90 فريقا كرويا لمدة 50 عاما

- أول من مارس عقوبة الإيقاف في دورات الأحياء

- شقيق قاضي دائرة الأوقاف والمواريث الشيخ محمد الجيراني ”رحمه الله“.

ودّع القطاع الرياضي في المنطقة الشرقية أحد أبرز رموز رياضة ودورات الأحياء الكابتن ”عيسى بن عبد الله الجيراني“، عن عمر تجاوز السبعين قضى أكثر من خمسين عاما منها في خدمة المجتمع من خلال البوابة الرياضية، وما يستتبع ذلك من خدمات مترافقة، منها تنسيق الملاعب، وتحقيق الانضباط في اللقاءات.

وقد ووري جثمانه الثرى، ونقل إلى مثواه الأخير في مقبرة جزيرة تاروت، في موكب تشييع مهيب حضره عدد كبير، أغلبهم ممن لهم علاقة بالفقيد، مصحوبين بحالة حزن بدت على الوجوه، إذ لم تمنعهم حالة الطقس التي تميل إلى الحرارة الشديدة، والرطوبة العالية، وساد عددا ممن حضروا بأن ثمة خسارة قد لا تعوّض فقدها المجتمع.

وما لوحظ خلال موكب التشييع الذي تم في مقبرة المصلى بجزيرة تاروت أن الجميع ممن حضروا ومن بينهم عدد من أبناء الجاليات الوافدة «المصرية، والسودانية، فضلا عن أهالي قرى ومحافظات ومدن المنطقة الشرقية ومنها الدمام والخبر وسيهات وجزيرة تاروت»، جميعهم يتبادلون التعازي في وفاة الفقيد الراحل، كون الشعور السائد أن أخا للجميع قد فارق الدنيا، بعد معاناة شديدة مع المرض اقتضت بتر إحدى قدميه، قبل أسابيع من وفاته.

والمرحوم عيسى الجيراني شقيق قاضي دائرة الأوقاف والمواريث الشيخ محمد الجيراني ”رحمه الله“، كان الرائد في العديد من الخطوات الرياضية، في رياضة الأحياء «الحواري»، فهو صاحب واحدة من أقدم دورات الحواري في المنطقة الشرقية، وهي دورة الهدف الأولى التي انطلقت عام 1398 هـ وأحرز بطولتها فريق الحوامي، واستمرت هذه الدورة لتصبح أقدم دورة رمضانية تحت مسمى دورة «الهدف الرياضية الرمضانية» وتستمر في العطاء لمدة ثلاثين عاما، لم تتوقف الّا لظروف قاهرة تتعلق بندرة الملاعب الجاهزة للعب ليلا، فضلا عن بدء العد التنازلي لصحة الكابتن عيسى الجيراني.

كما كان الجيراني من مؤسسي فريق الربيع العريق في الربيعية «بجزيرة تاروت»، وهو الآن يعد من أقدم فرق جزيرة تاروت، هو وفرق الكواكب والحوامي والشمال وبستان تاروت، بالإضافة إلى فريق الكابتن عيسى وهو الهدف. وكان أحد لاعبي فريق النور بالربيعية الذي ضم نخبة اللاعبين القدامى، وذلك قبل استقلاله وإطلاق فريق الهدف الذي لا يزال على الساحة الرياضية، وبصيغة مختلفة إذ يعد الفريق الوحيد الذي يلعب له ممن هم فوق الأربعين عاما.

ومن الأدوار التي قام بها، وكان لها دور كبير في تطوير لعبة كرة القدم في محافظة القطيف هو قيامه إضافة إلى تنسيق دورة الهدف الرياضية هو تحمّله مسؤولية التنسيق بين الفرق في اللقاءات الودية الأسبوعية، فكان يقوم بالتنسيق لأكثر من 90 فريقا، وكل فريق لديه أكثر من 20 لاعبا، يمارسون هوايتهم على أكثر من 30 ملعبا في منطقة الدخل المحدود فقط، فضلا عن ملاعب عنك والقطيف والعوامية وسنابس وغيرها، وكان هو بنفسه يشرف على تجهيز بعض الملاعب، في حال نزول الأمطار، وهو أول من جلب الرمل البحري إلى ملعبه بمنطقة الوزارة بسنابس، فصار الملعب جاهز للعب حتى في ظل غزارة الأمطار، وهو أول ملعب لفرق الحواري تتم إنارته رسميا من الشركة السعودية للكهرباء.

وما يلفت النظر أن الكابتن الراحل وهو يدير العملية بنفسه هو ”أميّ“ لا يقرأ ولا يكتب، لكنّه يتمتع بذاكرة خارقة فيعرف هذا الرقم لمن، ويعرف قائمة الفرق، ويعرف حتى اللاعب المخالف ويصدر عليه عقوبة الإيقاف.

وربما كان غريبا أن يتم إيقاف لاعب في فرق الحواري التي تتسم بحالة اللانظام وعدم الانضباط لكنّها في عصر الجيراني باتت تسير وفق نظام محدد، لا يسمح فيه بالتأخير ولا بالتجاوز الأخلاقي الذي قد يأتي جرّاء المنافسة الكروية، ولا غرابة بان يجمع ممثلو فرق الأحياء على هذا الرجل حتى أطلقوا عليه لقب ”الفيفا“، كونه قد وضع أنظمة تجعل من عملية اللقاءات انسيابية، وقد يغفر ويسامح تجاه أي مخالفة إذا ما اعتذر صاحبها، لكنّه لا يتنازل عن مخالفة سوء الخلق والتطاول على الحكاّم الذين هم مدللوا الفقيد الراحل.

والأغرب في كل ذلك أن هذا الرجل الذي لا يقرأ ولا يكتب يدير فريقا يضم عددا من كبار السن، كلّهم على درجات وظيفية عليا في المؤسسات الحكومية والخاصة، وبعضهم يحمل درجات علمية كبيرة، البكالوريوس والماجستير.