القطيف.. «الصياد الشاخوري» يحكي تاريخ استخراج اللؤلؤ من «هيرات الخليج»

تتميز منطقة الخليج العربي بالهيرات، التي تمثل كنوزًا نفيسة وقيّمة من اللؤلؤ الطبيعي، حتى قبل اكتشاف البترول.
وتعرف الهِيرات ”جمع هِير“، مغاصات اللؤلؤ التي عرفها نواخبة الخليج أبّا عن جد، وتوارثوا مواقعها البحرية، التي اعتمدتها الجهات الحكومية أيضًا، وسميت بنفس أسمائها التي سماها بها النواخذة قديمًا.
وفي القطيف، يحكي الصياد فاضل الشاخوري، تاريخ الهيرات في منطقة الخليج العربي، قائلا: إن ”الهير“ منطقة توجد في مختلف مناطق الساحل الشرقي من الخليج، ومعروفة بتواجد المحار في أعماق تصل لحوالي عشر إلى سبعة أو خمسة أمتار.
وأضاف في حديثه لإذاعة الرياض: مسمى الهيرات متعارف عليه عند جميع دول الخليج، وهي متخصصة في جمع اللؤلؤ، موضحًا أن هناك وقتًا محددًا لجمع اللؤلؤ، والذي يكون في بداية شهر مايو حتى سبتمبر أو أكتوبر من العام الميلادي، بسبب أن البحر يكون خاليا من الطحالب.
وتتميز الهيرات بالعديد من المميزات التي لا يقدرها إلا أصحاب الخبرة من ”الطواشين“ تحديدا، وهم تجار اللؤلؤ، إذ تكون بالعادة بالقرب من شعب مرجانية، وطحالب بحرية معينة كما تتميز المياه في تلك المواقع بمميزات وكثافة مائية تختلف عما جاورها من المياه.
وتمتد فترة الغوص للبحث عن اللؤلؤ في الهيرات لمدة 4 أشهر وهي من أصعب الفترات على الغواصين وأهاليهم.
ويستخرج الغواصون من الهيرات الكثير من اللؤلؤ الطبيعي بأحجام مميزة، والتي تباع بأسعار عالية للغاية، إلا أنها فقدت أهميتها بعد اكتشاف صناعة اللؤلؤ المزروع في اليابان، والذي لا يحتاج إلى هذا الجهد والمخاطرة، كما أنه منافس في الأسعار، وإن كانت الجودة بالتأكيد ليست ذاتها.
وتعليقا على هذا الأمر، قال الصياد الشاخوري: بالنسبة للؤلؤ الصناعي واللؤلؤ الطبيعي، تقريبًا هناك تأثير على بيع ”الطبيعي“.
وأشار إلى أن اللؤلؤ الصناعي يحتاج إلى فترة أقل من 6 أشهر لتكوينه، أما ”الطبيعي“ فيحتاج المحار إلى 4 سنوات لتكوين اللؤلؤ داخله، حتى تصلنا بالشكل الدائري والجميل هذا.
وأكد أن اللؤلؤ الطبيعي لا يزال محافظا عللا رونقه، وسعره وقيمته السوقية، فهو معروف في الخليج بجودته وأحجامه الممتازة.
https://twitter.com/riyadh_radio/status/1694254024651149463?s=46">