”خبير نفسي“ يحذر من آثار ردود الفعل العنيفة في حالات الغضب

حذر الخبير النفسي والموجه الطلابي، كميل العباد، حذر من تداعيات ردود الفعل العنيفة في حالات الغضب، مشيرا إلى أهمية التعامل السليم مع هذا الاحتفاظ.
جاء ذلك خلال تقديمه محاضرة تحت عنوان ”سلوكنا في لحظة الغضب“ في جمعية ”مساندون“.
وقدم العباد تعريفًا للغضب وأبرز تأثيراته السلبية على حياتنا، بالإضافة إلى إرشادات حول كيفية التعامل المناسب مع الغضب وتوعية الأفراد بسلوكياته.
أكد أن الغضب ينشأ كردة فعل طبيعية عندما يواجه الشخص الإحباط أو الضغوط، لافتا الانتباه إلى أنه يمكن أن ينشأ نتيجة تباين التوقعات أو صعوبة التعبير عن المشاعر، مما يؤدي إلى سوء التفاهم مع الآخرين.
وشدد على أهمية الوعي بسلوك الشخص المتواجد في حالة غضب، وذلك من خلال فهم دوافعه وتجنب تصعيد المواجهات والإيذاء والاعتماد على معلومات موثوقة لتقليل الآثار السلبية على العلاقات.
وأوضح أن الغضب يمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي، مثل ضعف التركيز والتعلم وتراجع الرغبة في التعلم، بالإضافة إلى صعوبة التواصل مع المعلمين والزملاء.
وأشار إلى أن سمات الشخص المغضوب عليه في السياق الاجتماعي تشمل الانعزالية والتجنب من الحوار والتصعيد والصراعات، إضافة إلى صعوبة اتخاذ القرارات.
ولم يغفل العباد تأثير الغضب على الصعيد الشخصي، حيث يتضمن الأعراض مثل الارتفاع في معدل ضربات القلب والعصبية والتفكير السلبي، وصعوبة التحكم في المشاعر.
وأوضح أن سمات الشخص المغضوب عليه في سياق العمل تشمل انخفاض الإنتاجية والأداء، والعلاقات المهنية السلبية، واتخاذ قرارات غير صحيحة، والتوتر المهني، مما يؤثر على فرص التطور المهني.
وفي السياق الأسري، أشار العباد إلى أن ردود الفعل العنيفة في حالات الغضب قد تسبب تدهورًا في العلاقات الأسرية.
وأضاف يمكن أن تؤدي السلوكيات العدوانية إلى جو من التوتر والخلافات المستمرة، مما يؤثر على الثقة والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة. قد تنجم عن ذلك مشاكل في التواصل وفقدان القدرة على التفاهم المشترك، مما يؤثر على الاستقرار الأسري ويزيد من مستويات الضغط والقلق.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر ردود الفعل العنيفة في حالات الغضب على الأطفال بشكل خاص. فالأطفال الذين يشهدون تصرفات عنيفة من قبل الأفراد البالغين قد يعانون من تأثيرات نفسية وعاطفية سلبية. قد يتأثرون بالخوف والقلق ويطبقون تلك السلوكيات العدوانية في حياتهم اليومية وعلاقاتهم مع الآخرين.
لذا، دعا العباد إلى ضرورة التوعية والتركيز على تنمية استراتيجيات التحكم في الغضب والتعامل معه بشكل صحيح في الأسرة. ويجب تعزيز الحوار والاحترام المتبادل وتعليم الأساليب البناءة للتعبير عن المشاعر وحل النزاعات بشكل سلمي.
ومن المهم أيضًا البحث عن الدعم النفسي والاستشارة المهنية إذا كانت ردود الفعل العنيفة في حالات الغضب تسبب مشاكل مستمرة وتؤثر سلبًا على الحياة الأسرية والعلاقات المحيطة.