جلسة «صهيل الكلام 80».. كنوز معرفية في مكتبة المؤرخ العبدالجبار

استضاف المؤرخ نزار العبدالجبار، صالون «صهيل الكلام»، مساء الأحد الماضي، في جلسته ال80، وذلك في لقاء سياحي ومعرفي تراثي لمكتبته الخاصة ببلدة العوامية.
وجمع اللقاء أعضاء الصالون في حضرة نفائس الكتب والمخططات للاطلاع عليها، والتي قسمها المؤرخ العبدالجبار لعدة أقسام، أهمها قاعة التراث والآثار، وقسم الكتاب القطيفي، ويضم 2000 عنوان، والكتاب الأحسائي، وغيرها من الأقسام.
ونوه العبد الجبار بأن المكتبة تتعاون مع طلاب جامعة عبد الرحمن بالدمام، وأن بإمكانهم الحضور والجلوس والبحث، مع توفير ما يلزم الباحث وتقديم ما يسهل له عملية البحث العلمي.
وامتد الحوار قرابة الساعتين تنقل خلالها المؤرخ ما بين النشأة الدراسية والثقافية، حيث كان من أبرز من أشعلوا جذوة التخصص في هذا المجال، وشهد اللقاء عرضًا مفصلًا لسيرته المليئة بالعمل الجاد والنهم للحصول على إنتاج شخصية فارعة في قطيفنا الحبلى بالمعجزاتِ الكثيرة.
وعمل المؤرخ في قصر المصمك بالرياض لمدة أربع سنوات، وفي متحف الدمام - ولا يزال
حتى اليوم -، وقدم سردًا خلال حول الكتاب القطيفي، والمكتبات الشخصية فيها، وعدّد أكثر من عشر مكتبات عند العائلات قديمًا وحديثًا، حيث كانت المنطقة مقصدا للباحثين الخليجيين.
وتحدث عن بعض التجارب الميدانية التي نفذها مع فريق العمل، الذي ضم أكثر من 50 باحثًا وباحثة، وتنوعت المواقع ما بين تاروت القلعة، وفريق الأطرش، وقلعة القطيف، وصفوى، ودارين.
ووصف الشاعر فرات شعبان، الأمسية، بقوله: ليلة صهيل جميلة ومختلفة، ليلة سامرة عرفنا فيها القطيف أكثر بكل ما يحتويه هذا الاسم من مسميات جديدة للمناطق المجاورة.
وأضاف: كان لدينا الكثير من الأسئلة، كان العبدالجبار يجيب بكل ترحيب، فمن الجميل أن نعرف تاريخ هذه الأرض، وأعمار المعالم فيها، وما تحتويه من كنوز، مرورًا بأماكن التنقيب فيها، وصولًا إلى ما تحتويه المتاحف.
وتابع: العبدالجبار استعرض مخطوطات ووثائق عن المكتبات القديمة والحديثة، ثم أخذنا في جولة في مكتبته الرائعة والكبيرة، وهي مفتوحة للزوار والباحثين وكان أجمل مافيها التنوع والفهرسة المتقنة.
وبيّن الأديب فوزي الدهان أن معلومات العبدالجبار دقيقة، وأنه يتحدث بأسلوب علمي مقنع، فلا يقول معلومة إلا وهو متأكد منها، إضافة إلى تأكيده - مثلًا - أن المسح لم يتوصل لنتيجة محددة، أو لم تظهر النتيجة حتى الآن، إضافة إلى اطلاعه الواسع بحكم تخصصه وعمله على المواقع الأثرية المهمة في المنطقة.
وأكمل: مكتبته سواء المتخصصة في التاريخ والآثار أو العامة في مختلف المجالات، كبيرة ومنظمة حسب احتياجه بالموسوعات وأسماء المؤلفين، إضافة إلى تعاونه مع طلاب وطالبات جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل في التخصص الجديد الدي تم فتحه مؤخرًا كمكتبة مرجع يستفيدون منها في أبحاثهم.
وبين أنها كانت جلسة ممتعة وثرية بالمعلومات المتخصصة، رغم أن الموضوع واسع ومتشعب، وقد يحتاج إلى دعوة أخرى في الصهيل، يكون ضيفًا فيها.
من جهته، قال الفنان محمد آل عمير: لطالما كان الصهيل يتحفنا بمختلف المشارب الثقافية والتي تتضمن أبعاد وتجارب متنوعة تحفز المجتمع الأدبي للاستمرار في تنمية مهاراتهم وتجاربهم ومسار تطلعاتهم، وهنا هذه المرة تدهشنا مكتبته، بما فيها من كنوز معرفية تنمي فينا الحس المعرفي والأكاديمي والحث على بذل الجهود بألا تقف عجلة التعلم والمعرفة عند مرحلة دراسية معينة.
وقال جمال أبو الرحي: ما بين الثقافة الشعرية، وحضارة التاريخ والآثار، كان اللقاء والحوار والرؤى التي دارت في لقاء الليلة الرائع، مشيرًأ إلى أن أجمل صورة في لقاء الصهيل مع نزار العبد الجبار، هو التمازج بين لونين مختلفتين، وهما الشعر والتاريخ والآثار، وهو ما يضيف للشعراء رصيدًا ثمينًا من الثقافة والمعرفة في الميادين الثقافية الأخرى.
واختتم بأن القطيف بها كنوز تاريخية وآثار ثمينة مدفونة في باطنها وكنوز ثقافية وحضارية وعلمية ثمينة تعيش فوق أحضانها يجب أن تعرف وتبرز للجميع.