آخر تحديث: 30 / 4 / 2025م - 11:39 م

الشيخ الصفار: حكمة الأئمة حققت لمدرستهم الاستمرار والتقدم

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار إن حكمة أئمة أهل البيت هي التي أبقت مدرستهم في حالة نمو وتقدم رغم الضغوط الهائلة التي واجهتها.

وتابع: لقد أولى الأئمة اهتمامًا كبيرًا لتثقيف الجمهور الموالي لهم.

جاء ذلك في خطبة الجمعة بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: التعبئة الثقافية للجمهور في مدرسة أهل البيت.

وأشار الشيخ الصفار إلى وجود نهجين ساهما في تلاشي واضمحلال تيارات ومدارس فكرية أخرى.

وأبان أن هناك من جنح إلى الاستسلام أمام الضغوط؛ ومن ثم الذوبان والتلاشي كما حدث مع مدرسة المعتزلة.

وتابع: وهناك من سلك طريق الصدام والعنف كما فعل الخوارج وهو ما قاد لانحسارهم.

ومضى يقول: في مقابل ذلك هناك نهج ثالث سلكه أئمة أهل البيت من خلال الاستجابة للتحديات بثبات، والقدرة على ابتكار وسائل الحماية ومقومات البقاء والنمو.

وأوضح أن قوة مدرسة أهل البيت تتجلى في كونها لم تحظ بغطاء سياسي ولا اعتراف رسمي من الحكومات المعاصرة للأئمة كما حظيت مدارس أخرى.

وتابع: بالرغم من ذلك استمر خط أهل البيت في النمو والتقدم من حيث الإنتاج العلمي والفكري وتخريج القيادات والتمدد في ساحة الأمة.

وأرجع الشيخ الصفار سبب نجاح مدرسة أهل البيت إلى عوامل عديدة أبرزها انتهاج الحكمة والعقلانية في مواجهة الضغوط، وعدم دفع شيعتهم إلى احتراف الصدام والمواجهة.

وأضاف: لقد نجح أئمة أهل البيت في وضع برامج استيعابية لاتباعهم وجمهورهم لضمان استقامتهم على نهجهم ولتجاوز آثار الضغوط والتحديات.

وتحدث عن الاهتمام البالغ الذي أولاه الأئمة لتثقيف الجمهور الموالي لهم، لتكون علاقة الجمهور بهم قائمة على أساس الوعي والمعرفة، وليست مجرد انشداد عاطفي.

وأضاف: بأن ذلك لتحصين الجمهور من تأثير ثقافات التيارات المخالفة لنهج أهل البيت، والإعلام المناوئ لهم من الجهات المعادية، والتي فرضت حصارًا على فكر أهل البيت، وسعت إلى تشويه سمعتهم ومواقفهم.

وتابع: بأنهم أرادوا أن يكون هذا الجمهور قادرًا على حمل رسالتهم لجماهير الأمة، وليشكّل أنموذجًا جاذبًا على مستوى المعرفة، وامتلاك الكفاءة، وحسن السيرة والسلوك.

وقال: إن الأئمة حثوا وحفزوا اتباعهم لاكتساب الوعي وتلقي العلم والمعرفة.

وأشار: إلى اهتمام الأئمة ببرامج التثقيف الاجتماعي، بالدعوة لإقامة الاجتماعات والتجمعات في البيوت والمنازل، لتداول حديث أهل البيت وإحياء أمرهم.

مضيفًا: إن هذا ما وردت حوله أحاديث كثيرة، وهو ما أسس لمجالس ذكر أهل البيت في مناسباتهم كعاشوراء.