آخر تحديث: 1 / 5 / 2025م - 9:11 م

السيد الخباز للشعراء: ابتعدوا عن الغلو في القصائد الحسينية

جهات الإخبارية إيمان الشايب - سيهات

أكد السيد منير الخباز على أهمية المحافظة على الصورة القدسية لأهل البيت، والابتعاد عن الغلو في القصائد الحسينية، وذلك في المحاضرة التي ألقاها في الليلة التاسعة من محرم في مسجد الحمزة بن عبدالمطلب بسيهات.

مطالبة أخوية

وجاءت مطالبته بشكلٍ ودي وأخوي في المحاضرة التي حملت عنوان ”هل وجدت الغلو في القصائد الحسينية؟“، وتحدث عن روايات أهل البيت التي تنهى عن الغلو في 13 رواية منها روايات صحيحة.

طقوس وشعائر

ولفت إلى أن الطقوس والشعائر وضعت وأسست لأنها الرصيد الوافر الذي يحفظ مذهب أهل البيت، مؤكدًا أن المذهب لا ينحفظ بالمحاضرات والأقلام وحدها والشروح والكتب وإنما ينحفظ بالزخم الإعلامي والجماهيري الذي يحتاج لأدوات تحركه وتخاطبه ومن أهمها القصيدة واللطمية الحسينية.

زيارات وتضحيات

وذكر أنه لولا الزيارات والتضحيات والمواكب والعزاء والقصائد على مدى تاريخ كربلاء لما حفظت معركة كربلاء إلى يومنا هذا، مشيرًا إلى أن الطقوس والشعائر من شأنها العمل على ترسيخ العقيدة في النفوس إلى جانب كونها جانب من أساليب الدعوة إلى الله ومصداقًا لإحياء مذهب أهل البيت .

شروط الطرح

وتطرق في حديثٍ أخوي للشعراء والرواديد الذين تكفلوا بهذه المنصة الإعلامية الكبيرة منصة اللطمة الحسينية إلى أهمية الالتزام بشروط طرح القصائد الحسينية والتي من ضمنها أن لا تكون العبارة موهمة للغلو الذي حاربه أهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين، مؤكدًا أن حديثه لا يشير إلى أن الشاعر والرادود غلاة وإنما العبارة المطروحة توهم بالغلو.

أحاديث ونصائح

وطرح عدة أحاديث تحدث عنها سابقًا المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم في كتابه المستمسك عن النهي عن الغلو وكذلك المرجع السيد أبو القاسم الخوئي، وسلط الضوء على مجموعة من النصائح التي أصدرها المرجع الأعلى السيد السيستاني في عان 1441 هـ لخصوص الخطباء والرواديد والشعراء في أيام محرم، مبديًا أسفه على تمسك القليل منهم بها وعدم الاهتمام بقراءتها.

أنواع الغلو

وبين بأن النصائح تمثلت في تحذير المبلغون والشعراء والرواديد أشد الحذر عن بيان الحق بما يوهم الغلو في شأن النبي وعترته، لافتًا إلى أن الغلو على نوعين أحدهما إسباغ الصفات الألوهية على غير الله سبحانه وثانيها إثبات أمور ومعان ٍلم تقم حجة موثوقة عليها.

أهل البيت

وأكد أن مذهب أهل البيت خال عن الغلو بنوعيه بل هو أبعد ما يكون عنه وإنما يشتمل على الإذعان بالنبي وعترته بمواضعهم التي وضعهم الله فيها.

ذكاء وعقلانية

ووصف الشعراء والرواديد بأنهم عقلاء وأن خطابه إليهم جاء لإيمانه بما لهم من ذكاء وعقلانية، مؤكدًا أن الجمهور الحسيني ليس مغفلًا ولا ساذجًا وإنما واعيًا وعاقلًا ويميز الكلام ويضع الأمور في مواضعها.

الإمام المعصوم

وطرح بعض الكلمات التي لا تناسب مع ما أكده المراجع الإعلامي من ضرورة الابتعاد عن الغلو والتي منها ”علي ثايه علي آية علي يمشي الكون براية“، متسائلًا: هل يناسب أن يخاطب الحسين أو الإمام علي «يا بسملة الباري وكل قوته»، وأنه مهما بلغ الإمام المعصوم لا يصح بأن يقال له بأن كل قوة الله فيه.

قصائد مطروحة

واستنكر بعض القصائد المطروحة مثل ”علي هو والله واحد بالصنايع والطبع“، متسائلًا: هل المتبع كلام مراجعنا أم كلام بعض شعرائنا ورواديدنا؟.

تعبئة الجمهور

وشدد على عدم إنكار جهودهم في تعبئة الجمهور بالثقافة الحسينية، مطالبًا إياهم من باب النصيحة الأخوية بالأخذ ما ورد في روايات أهل البيت في الزيارة الجامعة مثل ”بكم فتح الله بكم يختم بكم ينزل الغيث بكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه“، و”لولاك ما خلقت الأفلاك ما خلقت سماء مبنية ولا أرض مدحية... إلا لأجل هؤلاء الخمسة“.

وسيلة لله

ولفت إلى أن أهل البيت هم وسيلة إلى الله، مشيرًا إلى ضرورة أن يذكر الشعراء والرواديد الروايات والكلمات كما وردت في الروايات المعتبرة الثابتة عن أهل بيت محمد ﷺ.

قيود ومحاذير

وأضاف: نحن لا نقول بأن ما تذكرونه كفر وغلو، نحن نقول إطلاق هذا الكلام دون قيود عبارة موهمة للغلو، موضحًا أن عدم التقيد بقيود ينتج عنه عدة محاذير منها نسب أي شخص من خارج المذهب التشيع إلى الغلو نتيجة كلمات بعض الرواديد والشعراء.

حمل الأجيال

وتحدث عن ضرر حمل الأجيال من شبابنا وأبنائنا ثقافة غير منقحة وغير معروفة الحدود نتيجة كلمات بعض الشعراء والرواديد.

أزمات خانقة

وأكد أن الشيعة الذي يعيشون في مناطق مختلطة هم وإخوانهم أهل السنة في وطنٍ واحد سيعيشون أزمات خانقة نتيجة هذه الكلمات التي تذكر من قبل بعض الرواديد والشعراء وسيضطرون للدفاع عن أنفسهم ويضطرون لإثبات إسلامهم وإيمانهم وتوحيدهم.

الحيطة والحذر

وتسائل: من المسؤول إذا تعرض الشيعة في بعض المواطن الساخنة كأفغانستان وباكستان إلى الاعتداء نتيجة رواج هذه الكلمات ومن المسؤول عن الدماء والأعراض وعن الأموال إذا لم نكن نحن في هذا المقام مقام الحيطة والحذر على الشيعة الإمامية في كل مكان.

ألفاظ مناسبة

وذكر الشرط الثاني للقصيدة الحسينية المتمثل في أن يكون اللفظ مناسب لقدسية ولمقام أهل البيت صلوات الله عليهم، مستنكرًا بعض الكلمات مثل «فدوة لروحك هولاكو.. يا المثلك شح وماكو» و«أنت مثل سباح الشواطي.. شما يقطعونك تطلع من جديد» و«الحسين يغازل الله بطيحة العباس» مؤكدًا أن الأولياء يفتدون أنفسهم للحسين وأن هذا المقدار من الهبوط لا يصح.

الأجيال الصاعدة

وشدد على ضرورة الحفاظ على مقام الإمام الحسين المعصوم والحفاظ على قدسية صورة أهل البيت في نفوس أبنائنا وأجيالنا الصاعدة، مؤكدًا أن هذه الألفاظ لا تناسب الصورة القدسية لأهل البيت .

اللهو والطرب

ولفت إلى الشرط الثالث للقصيدة الحسينية والمتمثل في الخلو مما يناسب مجالس أهل البيت وذلك بوجوب الخلو من مجالس اللهو والطرب لأن في ذلك نقض للهدف من تاريخ كربلاء وإساءة وتوهين لمقام أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.

موكب الشور

وسلط الضوء على موكب الشور الذي استورد من إيران، مؤكدا على عدم وجوده في العراق والخليج سابقًا، لافتًا إلى عدم وجود فتوى بحرمة الشور بعنوانه، ومتحدثًا عن اشتراط المراجع في الوقت ذاته أن لا يكون اللحن الذي يؤدى به القصيد مناسبًا لمجالس اللهو.

طريقة الأداء

وتسائل: انظر إلى الشور وطريقة هز الرأس والنغم وطريقة الأداء هل تراها مناسبة إلى مجالس اللهو والطرب؟، ولماذا نبتدع ونبتكر ونخترع أساليب توهن مقام أهل البيت؟، ولماذا لا نحافظ على التراث الحسيني الجميل الذي خضع لإمضاء المراجع وإمضاء السلف الصالح؟.

صورة كربلاء

وأثنى على اللطميات السابقة التي كان يرثي بها حمزة الصغير وياسين الرميثي وأمثالهم والتي تعد ألحانًا رثائية جميلة معبرة، مضيفًا «لماذا لا نقتصر على هذه مثل هذه الألحان التي أمضاها علماؤنا ومراجعنا»، مؤكدًا وجوب الحفاظ على صورة كربلاء الصورة العظيمة التي تجلت من بطولات آل محمد على أرض كربلاء.