آخر تحديث: 1 / 5 / 2025م - 9:11 م

ليالي أغسطس.. رصد قمرين «بدر» وزحل في أقرب نقطة للأرض

جهات الإخبارية زهير الغزال - الأحساء

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة م. ماجد أبو زاهرة: إنه يرصد خلال هذا الشهر، اثنين من الأقمار البدر في اليوم الأول والحادي والثلاثين، وتطلق تسمية القمر الأزرق على البدر الثاني، وهناك القليل من الجدل حول ما هو القمر الأزرق ولكن التعريف الحديث هو أنه القمر البدر الثاني في أي شهر شمسي.

القمر الأزرق

وأضاف: نظرًا لأن الفترة بين اثنين من الأقمار البدر تبلغ 29,5 يوماً فإن القمر الأزرق لا يحدث كثيرًا «تقريبًا كل سنتين أو ثلاث سنوات»، والقمر الأزرق التالي سيحدث مايو 2026 وما سيجعل الاقمار البدر مميزة هذا الشهر هو أنهما يُعتبران ”عملاقين“ لأنهما أقرب إلى الأرض من المتوسط وهذا يجعلها أكبر قليل وأكثر إشراق في السماء.

كوكب زحل

وبيّن أن من الأحداث الفلكية البارزة في أغسطس 2023 أن زحل سيصل إلى أقرب نقطة له من الأرض هذا العام في السابع والعشرين من الشهر وهو ما يسمى التقابل، ولا يقتصر الأمر على اقتراب زحل من الأرض، ولكن الأرض وزحل يقتربان من بعضهما البعض في مدار كل منهما حول الشمس، وخلال التقابل سيفصل بين زحل والأرض 1,311 مليون كيلومتر فقط وهي تعتبر مسافة قريبة من زحل.

اكتمال القمر

وأضاف: شيء رائع آخر حول وصول زحل إلى التقابل هو أنه تمامًا مثل اكتمال القمر فهو يظهر في السماء عند غروب الشمس ويغرب عند شروق الشمس اليوم التالي وسكون مشاهداً طوال الليل. على الرغم من أن زحل يصل إلى التقابل يوم 27، إلا أنه مشاهد معظم الليل في أغسطس حيث يظهر في السماء في موعد لا يتجاوز ساعة بعد غروب الشمس وسوف يلتقي القمر برحل في 2 و29 و30 أغسطس في سماء المساء بالأفق الشرقي.

تلسكوب صغير

وذكر أن كوكب زحل رائع حتى من خلال تلسكوب صغير بسبب نظام حلقاته التي يبلغ قطرها أكثر من 282,000 كيلومتر حيث يمكن وضعها في المسافة بين الأرض والقمر ومع ذلك فهي نحيله حيث يبلغ سمكها حوالي 10 أمتار في المتوسط.

تناقص الزاوية

وأوضح أن المشكلة الوحيدة هذا العام هو أن الزاوية بين نظام حلقات زحل والأرض آخذة في التناقص بشكل أكبر حيث ستظهر حافة حلقات زحل عند رصدها من الأرض في مارس 2025 وستختفي عن الأنظار ولكن بعد ذلك ستزداد الزاوية بين الحلقات والارض وسيخرج نظام الحلقات من جديد.

نجوم صغيرة

وأشار إلى رصد بعض أقمار زحل باستخدام تلسكوب صغير، وأنها تشبه النجوم الصغيرة حول زحل ومن السهل اكتشاف تيتان أكبر أقمار زحل والذي يبلغ قطره 5150 كيلومتر مع غلاف جوي كثيف من الميثان.

ظهور عطارد

وأكد ظهور عطارد لفترة وجيزة في الأفق الغربي منخفض للغاية خلال الشفق المسائي لمدة أسبوع تقريبًا والأبرز في اليوم العاشر إنها أفضل أمسية لمحاولة رؤية الكوكب علما بان القاطنين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية يتمتعون بأفضل فرصة لرؤية عطارد حيث الكواكب يميل أعلى بالنسبة للأفق لذلك يكون عطارد أعلى في السماء لكن مع ذلك ما زال ليس عاليا جدا حيث سيختفي بحلول نهاية الشفق لذا حاول رصده في وقت مبكر.

كوكب المشترى

وأضالإ: كوكب المشتري شديد السطوع يرصد في وقت متأخر حيث سيظهر عند حوالي منتصف الليل في بداية الشهر وحوالي الساعة 11 مساءً في نهاية أغسطس ومع اقترابنا من فصل الخريف سيظهر كوكب المشتري مبكراً ويصبح أقرب إلى الأرض.

عرض سماوي

وأكد أن الجميع يترقب عرض سماوي رائع وهو من الأحداث الفلكية المهمة في شهر أغسطس وهي زخة شهب البرشاويات السنوية والتي يمكن مشاهدتها بشكل أفضل من النصف الشمالي للكرة الأرضية.

زخات الشهب

وأضاف: تعتبر البرشاويات واحدة من أفضل زخات الشهب في العام والتي ستبلغ ذروة نشاطها في 12-13 أغسطس وسيكون أفضل وقت لرؤية الشهب هو من بعد منتصف الليل حتى بداية الشفق الصباحي والرائع هذا العام هو أن ضوء القمر الساطع لن يكون متواجد في السماء بالتزامن مع ذروة البرشاويات.

هلال متناقص

وأكمل: هلال القمر المتناقص سيظهر حوالي الساعة 3 فجراً ولكن ضوءه الضعيف لن يسبب مشكلة، لذلك عند رصد الشهب من موقع مظلم قد يشاهد شهابين كل دقيق ولكن حتى إذا كنت تشاهد من مناطق ذات تلوث ضوئي معتدل فمن المفترض أن ترى عددًا مناسبًا من الشه ربما حوالي 50 ساعة.

تحرك الأرض

واستطرد: تحدث شهب البرشاويات عندما تتحرك الأرض في مدارها حول الشمس عبر البقايا الغبارية المتناثرة من المذنب 109P / سويفت توتال الذي مر آخر مرة عبر هذا الجزء من النظام الشمسي في عام 1992.

بقايا غبارية

وأكد أن معظم هذه البقايا الغبارية بحجم حبيبات القهوة وتدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة متوسطها 210,000 كيلومتر بالساعة، وكما هو الحال مع معظم زخات الشهب سيشاهد المزيد من الشهب بعد منتصف الليل لأن الجزء الذي نعيش فيه من الارض قد استدار في إتجاه مدار كوكبنا حول الشمس. قد ترغب في الخروج مساء اليوم الرابع عشر أيضًا.

سبب التسمية

وتابع: يرجع سبب تسمية هذه الشهب بالبرشاويات لأن الشهب تبدو وكأنها تنبثق من الاتجاه العام لكوكبة برشاوش بالافق الشمالي الشرقي ولكن الشهب يمكن ان تظهر من أي مكان في السماء ولا توجد حاجة لاستخدام التلسكوب أو المنظار لرؤية الشهب فكل ما على الراصد هو الجلوس ومراقبة كامل السماء بالعين المجردة.

أمر ممتع

وقال: إن مشاهدة زخات الشهب أمر ممتع وخاصة إذا كنت مع مجموعة من الأصدقاء على الرغم من أجواء الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويجب على الراصد إعطاء نفسه ساعة على الأقل لمشاهدة شهاب، سيستغرق الأمر من 15 إلى 20 دقيقة حتى تعتاد العين على الظلام حتى تتمكن من رؤية أضعف الشهب وهذا يعني عدم النظر إلى الهواتف ولو للحظة ما لم يتم تمكين الوضع الليلي.

الأبراج الصيفية

وأكد أن الأبراج الصيفية في النصف الشمالي مرئية الآن ففي الأفق الجنوبية سترى نجوم العقرب وهي في وضع أفضل بكثير لأولئك القاطنين في النصف الجنوبي حيث تشاهد في السماء طوال الليل، وأن ألمع نجم برج العقرب هو قلب العقرب.

التربيع الأخير

وأضاف: في الرابع والعشرين من أغسطس، واعتمادًا على المكان الذي تعيش فيه على الأرض فإن قمر التربيع الأخير إما سيقترب كثيرًا من قلب العقرب أو سيمر أمامه وهي ظاهرة تُعرف بالاحتجاب.

إبريق الشاي

وأكمل: بالجوار شرق برج العقرب توجد نجوم القوس التي تشبه إلى حد كبير إبريق الشاي، وعلى الرغم من أن إبريق الشاي قريب من الأفق بالنسبة للقاطنين في النصف الشمالي.

وأضاف أنه في نصف الكرة الجنوبي من السهل جدًا رؤية إبريق الشاي لأنه يرتفع عاليا في السماء وتبدو مجرتنا درب التبانة تصب كالبخار من إبريق الشاي.

العين المجردة

وذكر هناك الكثير من الأشياء الرائعة لاستكشافها بالعين المجردة أو المناظير مثل الدب الأكبر معلقًا بمقبضه في الأفق الشمالي الغربي بالنصف الشمالي. نجوم الدب الاصغر الأكثر خفوتًا توجد على اليمين تمامًا، مع النجم بولاريس «الجدي»، نجم الشمال، في نهاية المقبض. وفي الشمال الشرقي يوجد ”دبليو“ عملاق، هذه هي نجوم كاسيوبيا ذات الكرسي.

نجوم ساطعة

وأكمل: يكاد يكون مثلث الصيف المكون من ثلاثة نجوم ساطعة: النسر الواقع «فيغا» والنسر الطائر وذنب الدجاجة، كل هذه النجوم الثلاثة هي الأكثر سطوعًا في الأبراج الخاصة بها القيثارة والدجاجة والعقاب. يعتبر مثلث الصيف أداة رائعة لمساعدتك في العثور على هذه الأبراج والعديد من الاجرام السماوية الأخرى.

مشاهدة النجوم

واختتم: بالنسبة لمحبي مشاهدة النجوم في الصباح الباكر يمكن رؤية نفس الأبراج التي نراها في أمسيات أواخر الخريف وأوائل الشتاء وهي الجوزار «الجبار اورايون» والتوأمان والثور وغيرها لإعطاء إشراقة رائعة لبداية اليوم والتذكير بأن المواسم المتغيرة تقترب.