آخر تحديث: 2 / 5 / 2025م - 4:34 م

الشيخ آل عمير يحذر: «الإدمان الرقمي» وتقلبات الأبناء أبرز أضرار ظاهرة «الترند»

الشيخ محمد العمير
الشيخ محمد العمير
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القطيف

حذر الشيخ محمد آل عمير، من تأثير ظاهرة ”الترند“ في تقلبات المشاعر، والحالة الانفعالية، لدى الشاب والطفل.

بيئة مستقرة

ودعا في محاضرته ”التربية العقلية للطفل“ في الخامس من محرم بمسجد الرسالة بالقطيف،

الأهل، إلى توفير بيئة مستقرة للأطفال، وتحديث معارفهم؛ ليعيشوا حالة من معرفة السائد، وطبيعة ما يشاهده الأبناء، ويركزوا على أن الابن في المسار الصحيح.

الغاية القصوى

وقال: إن الغاية القصوى من التربية في القرآن ”التسامي، وعلو القيم، والانضباط في السلوك بما يريده الله“، وما عدا ذلك كالاهتمام بالجانب البدني والصحي والتعليمي ومعالجة النفس البشرية، جاءت لخدمة هذه اللحظة ”أن نكون مرضين عند الله تعالى“.

التربية العقيلة

وأضاف أن التركيز في السائد على ”التربية العقلية“، الاهتمام بتنمية القدرات والأمور الدماغية والتعليم التفاعلي من التلقي إلى صناعة المعلومة وإنتاجها، وهو مطلوب أكاديميًا، ودور الأهل فيه تحبيب الطفل في العلم وتهيئة مستقبل أكاديمي جيد لهم.

أحاسيس ومشاعر

وبيّن أن التربية العقلية التي تركز عليها الروايات الشريفة والمنظور إلى العقل يتعدى الإدراك، إلى التحكم بالأحاسيس والمشاعر وهو البعد الثاني لها، والذي يتم إهماله في مقابل البعد الأول.

قول توضيحي

وأشار إلى قول توضيحي للإمام علي ع في أن ”العقل نور في القلب يفرق به بين الحق والباطل“، وأنه ”غير منتفع بالحكمة عقل معلول بالغصب والشهوة“.

تقلبات المشاعر

وذكر أن التحدي في البعد الثاني يكمن في إخراج الأبناء سليمين من أجواء الانفعال النفسي وتقلبات المشاعر، خاصة التي تصنعها وسائل التواصل وظاهرة الترند.

كآبة وحزن

وتابع: حين يكون الإنسان فريسة نوع معين من التلقي الصوتي أو الفيديو المرئي، يدخل في حالة انفعال تام ونوبة كآبة وحزن، معلقًا: ”أصبحنا لا نستطيع إدارة مشاعرنا وأحاسيسنا، وقدرتنا المعنوية بيد الآخرين“.

عالم افتراضي

وتساءل: ”كيف نزرع في الطفل المبادرة بتوجيه سلوكه ومشاعره، وهو يعيش أغلب الوقت في غرفة مظلمة لا يشعر بالحاجة للآخرين، والعالم الافتراضي هو الذي يقود إدراكه ومشاعره وانفعالاته!؟“.

الإدراك العقلي

وتطرق إلى بعض تعاريف ”التربية“ عند العلماء، ومنهم ”كانت“ في ”نقل الطفل من الحيوانية إلى الإنسانية“، مشيراً إلى أن هذا ما يريده الإسلام أيضاً من تعليم الطفل القيم وإخراجه من حالة الطفولة الحيوانيه البهيمية، إلى التحكم بالأحاسيس، والإدراك العقلي الواعي، والذي يتطلب جهد من الآباء.

اتجاهات متعددة

واستطرد: في تعريف آخر لجوستاف لوبون ”هي الفن الذي يمكن إدخال الشعور في اللاشعور“ ويعني خروج القيم عفوية، بدخولها من مستوى الوعي إلى اللاوعي، والمشكلة حين يصنع هذه البرمجة معنا وسائل التواصل الاجتماعي باتجاهاتها المتعددة، فتؤثر في سلوك الطفل بشكل لا واعي وقد يكون سلبيًا.

الإدمان الرقمي

وعدد بعض التحديات التي يواجهها الطفل وتستلزم التربية العقلية في البعد الثاني، ومنها ”الإدمان الرقمي“، والذي يدفع إلى التحرك تجاه سلوك معين بشكل دائم ومتواصل، ”والخوارزميات“ التي صارت تتنبأ باهتمامات الأبناء وتضخ لهم سيل من المقترحات من أفكارهم، فإذا كتب الطفل كلمة خاطئة أثناء البحث، ترسل له سلسلة متصلة من تلك الخوارزميات.

ضغوط نفسية

وعلق على تأثير الإدمان الرقمي في رصد الباحثين حالات من القلق والضغوط النفسية والاكتئاب، مشيراً إلى بعض ما يعمق المشكلة في عدم تحديث الأهل طرق التربية، والأساليب الخاطئة بالتساهل أو التشدد، الاضطراب الأسري ومشاكل الأبوين فيلجأ الطفل إلى البحث عن بيئة أفضل يبث فيها همومه، وقد يقع ضحية صديق يجد فيه فريسته.

الإحساس الوالدي

وحذر من ”غياب الإحساس الوالدي“ وضرورة الموازنة بين أهمية الوظيفة أو البقاء في المنزل للأم، لمنح الطفل ما يحتاجه من عاطفة خاصة في السنوات الأولى، حتى لا يضطر للبحث عن وسائل تعطيه قيمة مختلفة.

حرب ناعمة

وقال: إن الحرب الناعمة في وسائل التواصل تكمن خطورتها في امتزاج خيارات المستخدم، وتزاحم الإدراك العقلي مع الغرائز والعواطف، مضيفاً صارت تعطي تفضيلات مشاعرية وسلوكية، وتصنع الذوق، فالذي كان يكره اللوز بعد ترند لآيسكريم اللوز، يدمن عليه.

اهتمام الأهل

وتطرق إلى ثلاثة أنواع من اهتمام الأهل بمستقبل الطفل ”التربوي، المهني، الديني العقلي“، مشيراً إلى أن الأخير يحظى حسب استقراء بنسبة 30% فقط، والاهتمام الاكبر ينصب في المهني ونوع الدراسة والوظيفة المستقبلية ودورات اللغة، بينما الأمور الدينية تقتصر على دورات بسيطة في تعليم الصلاة والصوم.

مستقبل ديني

وقال: لأجل بناء مستقبل ديني عقلي، وبيئة تربوية عقلية لابد من ”زراعة القيم والعقائد“ عن طريق ”التلقين“ في البداية، حيث يكون عقل الطفل صفحة بيضاء وأرض رطبة خالية، ليكبر وهو متشبع بها.

وسائل التلقين

وأورد إشكال البعض على وسيلة ”التلقين“، باعتبارها تدخل في توجهات الطفل، مشيراً إلى عودة هذا الأسلوب في الساحة التربوية، لأنه إذا كبر الطفل فمن الصعب إقناعه بعدم تقليد ما قد يرى من تصرفات في محيطه، وإن كانت خاطئة.

تلقين العقائد

وأكمل: هناك من يرفض تلقين أبنائه ”العقائد“ بحجة أنه تحكم في توجهاتهم وهم صغار، فلماذا إذن لا يدعهم يختارون الروضة القريبة من المنزل بدل العالمية، ونوع اللغة، ولماذا يلقنهم على الاجتهاد!.

هرم الأولويات

وبين أن هناك هرم ”أولويات“ في تعليم العقائد، وأهمها الإيمان بالله، والصلاة، والعلاقة بأهل البيت ع، ثم نفتح لهم أبواب المعرفة تدريجياً.

الغرس المعرفي

وذكر: بعد الغرس المعرفي، لابد من ”التحديث“ وإجابة الابناء على اسئلتهم الدينية ويتطلب التواضع بالقراءة وأخذ كورسات تربوية، ثم تعليمهم ”النقد المعرفي“ والحوار وعدم كبح أسئلتهم، أو الخوف لأن الإسلام قوي ولديه أدلة للرد على إشكالات الأعداء.

برمجة المشاعر

وقال: لابد في ”برمجة المشاعر“ رفض الأهل جلوس الابن لوحده مع الجوال الذي قد يجرفهم للإنبهار الرقمي وأفكاره، وأهمية صناعة جو عائلي يتضمن الأنس والمرح والبعد عن المشاكل، لتنشأ رابطة دفء ويشعرون بالقرب من مشاعرهم، ومايواجهونه في بعض المواقف، وكيف يتعاملون معها.

أهمية القدوة

وأشار إلى أهمية القدوة في ”برمجة السلوك“ وخطورة اختلاف قول المربي عن عمله، الذي يعلم الطفل ازدواجية الشخصية، والنفاق الاجتماعي.

تربية مميزة

واختتم بأن أطفال عاشوراء ذوي تربية عقلية مميزة وكانوا معتزين بشخصية القائد ع ومؤمنين بأهدافه، وتحملوا المشاق برضى، مع أهاليهم، وكلهم رغبة في افتدائه بأنفسهم.