«البيوت المطمئنة».. بوخمسين: الأسرة قادرة على إشباع الحاجات الجسدية والنفسية

استضاف فريق «إيلاف»، التابع للجنة الصحية بجمعية تاروت الخيرية، المرشد الأسري علي بوخمسين، في محاضرة بعنوان «البيوت المطمئنة»، وذلك عبر منصة اللجنة الصحي.
وبدأ بوخمسين المحاضرة، بتعريف مفهوم الطمأنينة، والذي هو هو حالة من الانسجام والتصالح داخل الإنسان والتي تمنع جميع الاضطرابات والمخاوف وتجعله إنسانا متوازنًا ومستقر نفسيًا وتمنحه الهدوء والسكينة ولديه القدرة على التعافي عند الاختلاف.
ونوه بأنه لا يمكن خلق نفوس مطمئنة إلا من خلال الأسرة وذلك بشهادة جميع من حصلوا على المناصب والشهرة والنجومية والذين اعترفوا بأنهم يعيشون حياة الصخب ويفتقدون الهدوء والطمأنينة والاستقرار، لأن الأسرة وحدها هي القادرة على إشباع الحاجات الجسدية والنفسية بشكل طبيعي ومتوازن.
وأشار إلى أن أهم ركن للبيوت المطمئنة هو رقابة الله والاهتمام بالحالة الإسلامية في جميع أمورهم ومراعاة الحلال والحرام ولتوفير هذا الركن لا بد أن يكون الوالدان هما القدوة الحسنة لبعضهما ولأولادهما ومَثّل لذلك بالتوجه للصلاة بمجرد دخول وقتها وترك كل شيء لأدائها، كما أن برامج هذه الأسرة وفقراتها تقوم بها بشكل جماعي كصلاة الجماعة وإحياء المناسبات الدينية.
وأكد بو خمسين أن الابتعاد عن الحالة الإسلامية يبعد الطمأنينة والسكينة في البيوت، وحذر ”بمشاركة المتابعين“ من بعض الأمور التي تجعل هذا الركن يهتز مثل شياع الغناء وعدم الاهتمام بالشعائر وهجر القرآن وعدم المحافظة على أوقات الصلاة.
وأشار إلى ضرورة إشعار كلا الزوجين بأنه مقبول كما هو سواء من ناحية الشكل أو الوضع الاقتصادي والاجتماعي والعمل وغيرها وكذلك تقبل الأولاد لوالديهما كما هما والعكس أيضا تقبل الوالدين لأولادهما وذلك بإظهار الامتنان والمديح.
ولفت إلى بعض الأمور التي تعتبر سهام قاتلة للأسرة والتي أهمها المقارنات وتصيد الأخطاء والنقد الجارح وكثرة اللوم والقوانين الصارمة للأبوين كما قال الإمام علي ”لا تكثر العتاب فيفر منك الأصحاب“
وشدد على ضرورة معرفة الحاجات النفسية والغريزية وإشباعها بالأسلوب المناسب فالرجل يريد أن يشعر أنه القائد الناجح في أسرته ومحل ثقة الزوجة والأولاد، أما المرأة فهي بحاجة أن تكون المحبوبة رقم واحد مهما تغيرت ظروفها الصحية والنفسية، وبالنسبة للأبناء فهم بحاجة للأمان والاحترام وهذا لا يكون إلا من خلال رؤية الوالدين في حالة انسجام وحميمية.
وشدد بوخمسين على أهمية الصداقة والقرابة النفسية بين أعضاء الأسرة حتى لو ابتعدوا جغرافيًا عن بعض ويتوفر هذا بالتواجد العائلي أثناء الوجبات والنوم والترفيه والتسوق، وأن الكلام والضحك وممارسة الأعمال الجماعية وحتى الاختلاف مسموح في هذه الأسر وهذا يُكَون عناصر اللقاءات الناجحة وأن الجوال هو عدو البيوت المطمئنة، والبيوت التي تفتقد لغة الحوار هي بيوت مريضة.