”مجاز التجلّي“.. أمسية شعرية لـ ”ابن المقرب“ في ”إثراء“

شهدت مكتبة ”إثراء“ بمدينة الظهران أمسيةً شعرية بعنوان ”مجاز التجلّي“، أقامها ”ملتقى ابن المقرب الأدبي“ بالتعاون مع ”مركز الملك عبدالعزيز الثقافي“ إثراء""، وذلك في مساء يوم الجمعة.
وشهدت الأمسية حضورًا لافتًا ومميزًا من الشعراء والأديباء ومحبي الشعر، حيث قدمها وأدارها الشاعر الكبير عبدالمجيد الموسوي.
وتناوب على المنصة ثلاثة شعراء تألقوا في نصوصهم اختيارًا وإلقاءً، وهم: الدكتور أحمد الحريشي من المغرب، وجمال الملا من عمان، وإبراهيم بوشفيع من السعودية.
وتميزت النصوص التي قدمها الشعراء بتجلّي الشعر على جبل المشاعر المختلفة، حيث لاذت فيها الكلمات بجبة العارف ورقصة الدرويش وصمت صلاة الروح.
فمن نص للدكتور الحريشي بعنوان: حبر الليل
مَا زِلْتَ تَرْتَجِلُ الدُّنْيَا وَتَخْتَلِقُ..
وَفِي رُؤَاكَ تَمَاهَى الْأُفْقُ وَالنَّفَقُ..
فَهَلْ عَلَى ”الطٌّورِ“ مِنْ رُؤْيَاكَ مُتَّسَعٌ
لِلتَّائِهِينَ؟!.. وَهَلْ نَارٌ فَتَأْتَلِقُ؟!
آنَسْتَ نَاراً.. فَلا تَنْبسْ بِحَضْرَتِهَا
وَاتْرُكْ لِأَلْسِنَةِ النِّيرَانِ مَا نَطَقُوا
كُنْ أَنْتَ نَفْسَكَ - شَمْساً - لَا تَكُنْ أَثَراً
لِلْعابِرِينَ وَلَا ظِلًّا لِمَنْ سَبَقُوا
وَسِرْ لِبَحْرِكَ فَوْقَ الْحِبْرِ مُرْتَجِياً
فِيهِ النَّجَاةَ.. وَلَا تَحْفَلْ بِمَنْ غَرِقُوا
**
مَا ضَمَّدَ الشِّعْرُ مَا ضَمَّ الشُّعُورُ أَنَا..
نَزْفُ الدَّوَاةِ الَّتِي مَا مَسَّهَا وَرَقُ
جُرْحٌ مِنْ المُطْلَقِ الُعُلْوِيِّ يُنِكِرُنِي
هَذا الْبَياضُ السَّوَادُ الْهَادِئُ الْقَلِقُ
تَفَرَّقَ الدَّمُ مَا بَيْنَ الْقَبَائِلِ بِي
وَفِي دِمَائِيَ أَيْضاً تَلْتَقِي الطُّرُقُ
ومن نص للشاعر جمال الملا بعنوان ”النبي“:
أنسل من عتْمة المعنى أغيب سدى
خلعت نعليّ لا ظلا ولا جسدا!
أمشي على الماء.. هل في الماء من قبسٍ؟؟
لما بدوتُ اختفى.. لما اختفيت بدا!
يرتد صوت من النار التي اتقدت
يارب…يارب من فينا الذي اتقدا
أكان صوتكَ إذ ناديتني ولِهاً
أم كنتُ من صاح بي والنارُ محض صدى!
وكنت وحدي في الوادي أرى حجبا
تكشفت وأرى إذ لا أرى أحدا!
وقفتُ أحمل ميلادا وأسئلة
وحيرة شربت من خافقي أمدا
فمر بي عاشق حينا ولوح لي
ثم استدار لوجه الضوء وابتعدا
ومن نص للشاعر إبراهيم بوشفيع بعنوان رقصة عارف:
شفّ
حتى رأيتُني من خلالهْ
وتجلت عليه
«ُلامُ" جلالهْ
نازعًا جبة الوجود غيابًا
مستزيدًا من نقصه
لاكتماله
شهقةً
شهقة
تذوب خلاياه
على نار ”حيَّ“..
شهقةَ واله
مستضيئا
بنار لوعته الكبرى
يمدُّ الشموس بعض اشتعاله
ويدوخ الدرويش
في رقصه الأ شهى
فيهدي السراةَ مشي رحاله
فيدٌ تمسكُ السماوات
كيلا تتهاوى النجوم
تحت نعاله
ويدٌ تنحني
لتنثر بالأرض بقايا
من فيضه
وغلاله
وخلال جولتين أحياها الشعراء بمختلف النصوص الشعرية، تحدثوا عن العلاقة الحميمة بين الشعر والتصوف والسينما، كما ناقشوا اللغة الحذرة في قصائد المدائح النبوية.
وفي ختام الأمسية، قام رئيس الملتقى الأستاذ أحمد اللويم ومنسق البرامج الثقافية في إثراء الأستاذ معاذ الصقر بتكريم المشاركين.
وعلى هامش الأمسية، استضاف الملتقى الشعراء في جلسة خاصة جمعتهم بأعضاء الملتقى وضيوفه، حيث بسطوا فيها الحديث عن شؤون شتى تخص الشعر والتجارب الشعرية المختلفة، كما استمع الضيوف لنماذج شعرية من شعراء الملتقى وضيوفه.