آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 11:23 ص

أمير الشرقية: الأمن والصحة «صِنوان» لا ينفصلان

جهات الإخبارية

أشاد الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية بما توليه الدولة - أيدها الله - من اهتمام بالقطاع الصحي، منذ تأسيسها، وحتى العهد الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين «حفظهما الله».

وأوضح أن هذا القطاع لا يقل أهمية عن الأمن فليس هناك أهم من أمن الوطن سوى صحة المواطن، وأن الأمن والصحة صِنوان لا ينفصلان عن بعضهما.

وقال، خلال استضافته أصحاب الفضيلة والمعالي ومدراء الجهات الحكومية، وجمعًا من المواطنين، ورئيس وأعضاء مركز زراعة الأعضاء والفريق الطبي بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، في مجلس «الإثنينية» الأسبوعي: منذ نشأة هذه البلاد والدولة تحرص كل الحرص على توفير المنشآت الصحية، حيث افتتحت الكثير منها في القرى والهجر والمدن وفي كافة الأماكن حسب الحاجة وتم دعمها بالخبرات الطبية.

وأضاف: حرصت الدولة على تدريب وابتعاث أبنائها لاكتساب الخبرات، والدليل على ذلك وجود أحد علماء زراعة الأعضاء بيننا اليوم، وهو رئيس مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي د. محمد القحطاني الذي سبق ونجح في إجراء جراحة معقدة للغاية على مستوى العالم، معربًا عن فخره بالأطباء السعوديين والطاقم الطبي في المركز بمختلف جنسياته.

وأكد أن القيادة الرشيدة تولي اهتمامًا بالغًا بصحة الجميع وتحرص على توفير العلاج لكل محتاج يعيش على هذه الأرض وفي كل الحالات، وأن المستشفيات التخصصية والأطباء المتخصصين في مجال زراعة الأعضاء وغيرها من التخصصات، مضيفًا: كافة الطاقم الطبي يحققون نجاحات مستمرة، وهي محل فخر لنا جميعًا، وهذا لا يعني أننا لا نستقطب الكفاءات متى ما احتجنا لاستقطابهم.

وأعرب عن سعادته بالتطورات التي تشهدها المراكز الطبية في المملكة، ومن بينها أحد المراكز المهمة جدًا في زراعة الأعضاء الموجود في المنطقة الشرقية ويخدم العديد من الدول الخليجية وله العديد من المشاركات الخارجية ولا يقدم خدماته لأبناء الوطن فقط بل تعدت خدماته كافة الحدود.

وتابع: الطب عمل إنساني في المقام الأول، وما يقدم على أرض المنطقة الشرقية من جهود في المجال الصحي والنجاحات التي حققها التجمع الصحي والشؤون الصحية لا تخفى على أحد، والدليل على ذلك الاحترافية التي ظهرت في التعامل مع جائحة كورونا، وبفضل الله كانت المملكة من أوائل الدول التي بذلت كل ما في وسعها من أجل الحفاظ على صحة الإنسان وسلامته وتوفير العلاج المناسب لمصابي الجائحة حتى انخفضت نسبة الاصابات وتم محاصرة الوباء.

وأشار إلى أن المجلس الاستشاري الصحي في المنطقة الشرقية يقدم مجهودات كثيرة من أجل الارتقاء بالخدمات الصحية، وأن هناك عدة مشاريع صحية قادمة، تضاف للمشاريع الموجودة حاليًا، وتقدم خدماتها للجميع، لافتًا إلى افتتاحها تباعًا في جميع محافظات المنطقة سواء كانت مشاريع حكومية أو مشاريع خاصة.

وأعرب في ختام كلمته عن شكره لرئيس وأعضاء المجلس الاستشاري والعاملين في الشؤون الصحية والتجمع الصحي، قائلًا: «ننتظر منهم النجاحات والتطوير والتميز».

وشهد اللقاء عرضًا مرئيًا، تناول إنجازات مركز زراعة الأعضاء بالشرقية، ثم ألقى رئيس المجلس الاستشاري للتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية عصام المهيدب كلمة، أكد خلالها أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين «يحفظهما الله»، حريصة كل الحرص على دعم مراكز الزراعة وحث المجتمع على التبرع بالأعضاء.

وقال: إن مركز زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي، حقق العديد من الإنجازات، ويعد من المراكز الرائدة محليًا وإقليميًا وعالميًا في مجال تقديم خدمات زراعة الأعضاء ورعاية المرضى الزارعين على مستوى المنطقة الشرقية من مواطنين ومقيمين.

وأشار المهيدب إلى أن المركز حقق نجاحات عديدة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأجرى عمليات زراعة معقدة ناجحة ونوعية على مستوى المنطقة وبأيدي كفاءات سعودية مؤهلة، مما كان له الأثر في إنهاء معاناة المرضى ورفع جودة وتطور خدمات الرعاية الصحية المقدمة لهم.

وتقدم بالشكر والتقدير لأمير الشرقية على دعمه وتوجيهاته السديدة، كما تقدم بالشكر إلى القائمين على مركز زراعة الأعضاء، ودورهم الفاعل في تحسين تجربة مريض الزراعة طيلة هذه الأعوام، متطلعًا أن يكون القادم أفضل، من خلال قدرة المركز على منافسة مراكز الزراعة على مستوى العالم.

من جهته، تحدث رئيس مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي د. محمد القحطاني، في كلمته، عن إنجازات المركز، وما حققه من نجاحات خلال الفترة الماضية، موضحًا أنه من أهم المراكز الوطنية للزراعة، ويحظى بدعم لا محدود من قبل قيادتنا الرشيدة - أيدها - الله، والتي لم تألوا جهدًا في توفير كافة المتطلبات سواء بالتجهيزات الطبية الحديثة أو الكوادر المتخصصة، وتصل نسبة السعوديين من الكوادر الطبية المؤهلة بالمركز 85%.

وأوضح أن المركز استطاع تأسيس عدة برامج لتواكب احتياجات المرضى، وهي برنامج زراعة الكبد المتبادلة، حيث يتم تبادل المتبرعين الأحياء في حال عدم التطابق سواء بفصيلة الدم أو التشريح الطبي أو حجم الجزء المراد زرعه وهذا النوع من أنواع زراعة الكبد يوفر عددًا أكبر من المتبرعين ويقلل قوائم الانتظار، لافتًا إلى إجراء أول عملية من هذا النوع على مستوى المملكة في عام 2021م، وتم حتى الآن زراعة 26 حالة ضمن البرنامج التبادلي.

وأكد إجراء سلسلة من عمليات الكبد التتابعية «دومينو» بنجاح، وكانت الأولى من نوعها على مستوى المملكة، بالإضافة إلى إجراء سلسلة من عمليات زراعة الكلى التبادلية من 2 - 7 زراعين في الدورة الواحدة وقد تم إجراء أكثر من 80 حالة منها 42 خلال آخر 4 سنوات.

وأكد أنه نتيجة لما يحظى به القطاع الصحي بالمملكة من تطور، نفذ المركز العديد من أوجه التعاون الدولي، حيث تم اختيار وزارة الصحة العمانية ممثلة في المستشفى السلطاني لفريق زراعة الكبد في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام؛ للعمل على توطين زراعة الكبد، وتم إجراء سبع حالات حتى تاريخه، من ضمنها إجراء أول زراعة كبد من متوفي دماغيًا بالسلطنة ولا يزال التعاون مستمرًا.

وكشف د. القحطاني أن المركز حصل على عدة مساهمات دولية في مجال زراعة الأعضاء، من بينها رئاسة الجمعية العربية لزراعة الكبد، ورئاسة اللجنة السعودية لزراعة الكبد، وكذلك رئاسة الجمعية السعودية لأمراض الكلى للأطفال، ونجح المركز في عقد وتنظيم المؤتمر الدولي للجمعية العربية لزراعة الكبد عام 2018م، بحضور نخبه من خبراء دول العالم.

واختتم: ما تم ذكره يُعد جزءًا يسيرًا من الخدمات التي يقوم بها المركز طوال العام لفئة غالية علينا، ونسعى خلال الفترة المقبلة لتطبيق عدد من الإستراتيجيات نحو تطلعات تحقق رؤية قيادتنا الحكيمة نحو التكامل والتعاون مع كافة الجهات المعنية لتحقيق هذه الطموحات على أرض الواقع.

حضر اللقاء وكيل إمارة المنطقة الشرقية د. خالد البتال، وعدد من أصحاب الفضيلة والمعالي والمسئولين وأعيان وأهالي المنطقة الشرقية.