«ملتقى العاقدين».. 7 محاور لتثقيف 77 خاطبًا ب 4 مكونات لحياة زوجية سعيدة

في أمسية ثقافية حول مفهوم الخطوبة وآفاقها وأسرارها، تعرف 77 خاطبًا وخاطبة على مفاهيم صنع الألفة الزوجية، وذلك في الملتقى الحواري للعاقدين الذي أقامه مركز البيت السعيد بصفوى.
شارك في الملتقى المرشد الأسري الشيخ صالح آل إبراهيم، والأخصائي النفسي ناصر الراشد.
وتضمنت محاور الملتقى ”كيف تتعرفان على بعضكما البعض؟، وكيف تبدآن محادثة ممتعة؟، وكيف تصنعان الألفة بينكما؟، وكيف تخططان لزواجكما؟، وكيف تتعاملان مع الخلافات إذا حدثت بينكما؟، وما هي حدود العلاقة بينكما؟، وما هي الأحكام الشرعية الخاصة بكما؟“.
وتحدث الشيخ صالح آل إبراهيم عن أهمية الحاجة للتخطيط والاستعداد للحياة الزوجية وذلك كي تكون العلاقة الزوجية دائمة ومستمرة ومستقرة وناجحة.
وبين بعض الخطوات التي تسهم في عملية التخطيط للزواج والتي ينبغي الاهتمام بها في عملية التخطيط لإقامة علاقة زوجية ناجحة واستمراريتها ومن ضمنها ”اعرف ماذا تريد“.
وأوضح أنها تشمل معرفة الأهداف من الحياة الزوجية، والتعرف على شريك الحياة جيدًا، وتطوير العادات الحسنة، والإعداد المادي للزواج، والتعرف على الدور في العلاقة والمسؤوليات التي تقع على عاتق الزوجين، والاتفاق على قواعد لإدارة الحياة الزوجية، واكتساب المعارف والمهارات اللازمة للحياة الزوجية، والتعامل مع شريك الحياة بشكل إيجابي.
وأكد أن استقرار وتماسك وسعادة الحياة الزوجية ونجاحها يعتمد على توافق مجموعة من العادات الحسنة في العلاقة بين الزوجين، مشيرًا إلى أنه كلما اكتسب الإنسان عادات حسنة استعد بشكل جيد لعلاقة زوجية ناجحة.
وقال: إنه في حال الإعداد لعلاقة زوجية ناجحة لا بد من الاتفاق على قواعد لإدارة أمور وشؤون العلاقة الزوجية وكيفية التحاور والتعامل مع البعض وكيفية إدارة الميزانية الأسرية وكيفية العلاقة مع الأهل وقضاء وقت الفراغ، والوظيفة والعمل وموضوع انجاب الأطفال وتربيتهم في المستقبل.
وشدد على أهمية الاتفاق على مجموعة من القواعد لإدارة الحياة الزوجية لكي لا تحدث هنالك خلافات في المستقبل.
وبين ضرورة اكتساب المعارف والمهارات اللازمة للحياة الزوجية وذلك من خلال اكتسابها عبر الدورات التدريبية والمحاضرات وورش العمل أو قراءة الكتب والمجلات العلمية أو الدخول للمواقع الالكترونية أو الاستفادة من التجارب الناجحة أو استشارة ذوي الخبرة والاختصاص.
وسلط الضوء على الإصدارات المهمة في العلاقة الزوجية المتوفرة في مركز البيت السعيد والتي يمكن لكل شاب وفتاة أن يكتسب من خلالها الثقافة والمعرفة اللازمة للحياة الزوجية.
وطرح الشيخ آل إبراهيم مجموعة من الأسئلة التي يمكن الاستفادة منها في التعرف بشكل جيد على شريك الحياة وذلك لإقامة علاقة جيدة وتمهيد الطريق للتعامل السليم مع الآخر وفهمه بشكل جيد.
وذكر أن من ضمن الأسئلة، التحدث حول مفهوم الزواج، ودور كل شخص فيه، والمسؤوليات على عاتق كل منهما، إضافةً إلى طرح الأسئلة حول الأهداف والطموحات المستقبلية والصفات التي يحب أن يراها الشريك في الآخر، والأشياء التي تزعج كل طرف، وطبيعة العمل والنظام اليومي، وأنواع الكتب التي يطلعان عليها أو البرامج والمسلسلات التي يتبعانها.
وسلط الضوء على الأسئلة التي تتمثل في معرفة كيفية قضاء أوقات الفراغ، وكيفية العلاقة بالأسرة مع الوالدين والإخوان والأرحام، والتوقعات من شريك الحياة، وعدد الأصدقاء، والعلاقة مع أمور الدين، وكذلك الهوايات المفضلة، وكيفية إدارة الأمور المالية والأولويات في الإنفاق.
وأشار إلى الحديث حول معرفة ما إذا كان يعاني أحدهما من أمراض بدنية أو اضطرابات نفسية، إلى جانب التساؤل حول الطعام المفضل، وكيفية استقاء الثقافة الزوجية، والاتفاق على أمر إنجاب الأطفال وطرق اتخاذ القرارات في الحياة.
وأكد أهمية هذه الأسئلة التي ينبغي أن يسألها كل واحد من الزوجين للآخر ليفهم شخصيته ويتعرف عليه بشكل جيد ومن ثم يمكن له أن يتعامل معه التعامل المناسب له.
من جهتخ، بيّن الأخصائي النفسي ناصر الراشد بأن العلاقة الزوجية عبارة عن مجموعة من الاحتياجات الإنسانية التي لا يتم إشباعها الا بالزواج، موضحًا بأنها في حال لم يتم إشباعها يصبح هنالك إحباط وتبدأ مشاعر الإحباط بالظهور.
وذكر أن الأسلوب في الحوار والحب ما بين نفس الزوج والزوجة والوقت المناسب ما بين الزوج والزوجة تعد عناصر مهمة بين الزوجين.
وأكد أن التفاهم هو أحد الأشياء المهمة التي من الممكن أن تساعد في تشكيل نمط اتصال إيجابي.
وتحدث عن أهمية إعطاء قيمة لأي سلوك أو تعديل إيجابي يصدر من الطرف الآخر، موضحًا أن الشخص لديه القدرة على التعبير عن مشاعره سواءً من ناحية التقدير للطرف الآخر أو من خلال المبادرات العاطفية.
وسلط الضوء على أهمية التعامل باللطف والرفق واللين والابتعاد عند حل المشكلات عن الانفعال، مشددًا على ضرورة عدم السماح بقدر الإمكان لغير العاطفة الإيجابية بالظهور.
ولفت إلى أن الزواج علاقة ممتدة للأمام، وهو أفضل مكان يستطيع الإنسان أن يظهر فيه أجمل ما لديه في شخصيته.
ودعا للتعبير عن المشاعر والحب وعدم البقاء بمشاعر سلبية لمدة طويلة ومحاولة احتواء المواقف بحوار هادئ ولطيف.
وأوضح بأن أول نقطة في موضوع التواصل الإنساني هو التعبير عن المشاعر والذي قد يكون بحب أو بعبارات تقدير أو احترام أو اهتمام.
وذكر أن النوع الآخر من التواصل هو التواصل الجسدي بين الزوجين، مؤكدًا على أهمية الاحتضان على الأقل لمدة 30 ثانية والذي من شأنه المساعدة على التواصل وإفراز كيمياء معينة وهرمونات معينة تثبط أو تحجم مناطق النقد عند الإنسان وتجعلها غير نشطة.
وتابع: لا تقللوا من أهمية الاحتضان وهو شكل من أشكال التواصل المهم بين الأزواج.
وتحدث الراشد عن أهمية التواصل المعرفي والتعرف على بعض الأفكار عن العلاقة الزوجية عن طرق التربية أو كيفية تنمية العلاقة أو تصحيح بعض الأخطاء فيها.
وأثنى على جانب التواصل الرحيم والتفكر في اللمسات الحانية والعبارات اللطيفة حيث يختفي النقد ويساعد الاحتضان أن تتعطل بعض المراكز الموجودة في الدماغ ولا يصبح الإنسان انفعاليًا حينها.
وبين أن الأسر المعانقة تعد أكثر سعادة وهي إحدى الخلاصات التي أخرجتها أحد الدراسات.
وتطرق إلى أهمية التعرف على السمات الشخصية «هل أنا انطوائي أو انبساطي، قلبي ودود طيب أم انفعالي، مستوى السيطرة على الإثارة والإيجابية».
وتحدث حول على ماذا يختلف الأزواج من جانب «العلاقة الخاصة، وميزانية الاسرة، والعلاقات الاجتماعية، وتربية الأبناء» وكيفية حل المشاكل الخاصة بها من خلال أحد النماذج.
ودعا إلى التفكير في صناعة الفرصة العاطفية وعدم جعل العلاقة تركد والعمل على عنصر المفاجأة، مؤكدًا بأن العلاقة الزوجية التي تقوم على الفضل والإحسان أكثر إنسانية من تلك التي تقوم على الحق والواجب.
وتحدث عن أهمية تعلم فتح المواضيع بدون لوم وتقدير المواقف الإيجابية والابتعاد عن النقد، مؤكدًا أن 87% ممن يحضروا ملتقيات أو دورات تدريبية تتعلق بالزواج تكون علاقتهم الزوجية أفضل وأكثر حيوية.
وقال: إن الإنسان كلما استطاع أن يرى نفسه بوضوح سيكون سلوكه إيجابيًا ويستطيع أن تكون علاقته أفضل ويستطيع أن يتواصل مع نفسه ومع الطرف الآخر بشكل أفضل.
وأوضح أن الكثير من علماء وخبراء العلاقات الزوجية يركزون على موضوع الحوار والتواصل الإنساني في العلاقة الزوجية ويعولوا عليه كثيرًا.
وتابع: إذا استطاع الزوجين أن يبنوا وسيلة اتصال صحي بلا شك سوف تكون العلاقة الزوجية سهلة جدًا ومريحة جدًا وينمو فيها الإنسان.
وأكد أن التواصل الرحيم هو أهم صفة من التواصل الإيجابي، مبينًا أهمية استخدام اللطف في كل المواقف في العلاقة الزوجية.
وذكر أن من أهم سمات العلاقة الزوجية هو ظهور المشاعر الإيجابية، مشددًا على أهمية أن يتعلم الأزواج كيفية التعبير عن مشاعرهم ونفسهم بسهولة.
واختتم بأن مكونات الحب أربعة وهي الاهتمام والتقدير والاحترام واقتناء وصناعة الفرص العاطفية.