الشيخ العايش يؤكد أهمية تحديد «الموقف العملي للمكلف»

أكد الشيخ حسين العايش أهمية التفات المكلف؛ ”لارتباطه الوثيق بالله“ في تحديد ”الموقف العملي“ إزاء ما يمر به من أحداث، في جميع شؤون حياته.
وقال في محاضرته بعنوان ”الإمام الرضا وطرق تحديد الموقف العملي في شؤون المؤمن“ بجامع الإمام علي ع، بالأحساء، مؤخرًا، أن المسألة تكمن اهميتها في كونها تتعلق ”بالحب، والرضا، والمواقف العملية“ للشخص.
وتطرق إلى رواية للرضا ع بهذا المعنى ”من أحب عاصي فهو عاصي، ومن أحب مطيع فهو مطيع، ومن أعان ظالم فهو ظالم، ومن خذل عادل فهو عادل، إنه ليس بين الله وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة“.
وتابع: إذا رأيت من يعصِ الله، فعليك أن ”تبغض“ هذا الفعل بقلبك، لأن ”الرضا“ بالمعصية يجعل العذاب يعمك، مشيراً إلى أن من عقر ناقة نبي الله صالح ع، كان واحد، ولكن الكل دخل في طائلة المسؤولية، لرضاهم عن هذا العمل المشين.
وأكمل: فما بالك بمن يفرح ”بمعصية غيره“ ويمدحه ويشجعه على فعله، فهذا شريك أساسي في المعصية، محذراً من ”إعانة الظالم“ ولو بخطوة أو كلمة يتفوه بها، أو ”خذلان العادل“ ممثلا بمن يأخذ موقف محايد من قضية الامام الحسين ع وهو الحق الصراح الذي لايشوبه ريب، فحري بنا أن نقف مع الحق ونكون من الطائعين".
وأشار إلى أن البعض يظن أن نسبه من آل الرسول ص مثلاً، أو كونه من عائلة مرموقة، يمثل له حصانة في قبالة أوامر الله ونواهيه، مشيراً إلى قول الرسول ص إلى آل عبدالمطلب في ذلك ”إئتوني بأعمالكم، لا بأحسابكم وأنسابكم“.
وبين أن البعض يظن أنه في مرتبة الأنبياء والأوصياء ويتكبر عن الأخذ بوصاياهم، مشيراً إلى أن الغيب لا يعلمه إلا الله، ولكنه يطلع الأنبياء والأوصياء على بعضه، وهو جزء من إعجازهم لهداية الخلق.
وأكد أن من يتجه هذا الاتجاه يتقحم طرق الهلكة ويودي بنفسه في وادي سحيق، لأنه يضاد الله، ولا مخرج له إلا بالسير في الاتجاه الصحيح من ”الرضا والتسليم“ لله وأنبيائه وأوصيائه، مشدداً على أن التسليم من أعظم العبادات.
واستطرد: حسب رواية للإمام ع، فالعبادة على 90 درجة، وأن 69% منها في الرضا والتسليم لله ورسوله وأولي الأمر ع.
واختتم بقصة نبي الله موسى مع أصحابه حين هربوا من فرعون ووقفوا أمام البحر، وبحساباتهم المادية خافو من التسليم لأمر الله، وقالو ”إنا لمدركون“ ففرعون وراءنا، والبحر أمامنا، فأقنعهم موسى ع بطاعته، والإذعان لأمر الله، فهو القادر على إنقاذهم من كيد فرعون، لافتاً إلى أنه لولا صبرهم وطاعتهم، لكانت عاقبتهم وخيمة، وقتلهم فرعون، وخسروا الدنيا والآخرة.