الشيخ العايش: الحج من أعظم العبادات.. و«ذكر الله» أبرز منافعه

أكد الشيخ حسين العايش أن الحج من أعظم العبادات التي تصل الخلق بالله، وأن من منافعه ”ذكر الله على كل حال“.
وقال في سلسلة محاضراته عن الحج، بجامع الإمام علي بالأحساء، مؤخرًا: كما يحتاج الجسد إلى غذاء مادي ليستمر في وجوده، فكذلك الروح تحتاج إلى غذاء معنوي يقوم على ”ذكر الله“ ليستمر بقائها وتكاملها بعد فناء الجسد.
وبين أن من ”منافع الحج“ أن يتعلم الحاج ذكر الله في كل أحواله وأوقاته، ما يجعله ينمو في الناحية المعنوية بشكل مستمر ومضطرد، ويعطيه سكينة واطمئنان واستقرار نفسي يتحمل به بلاءات الدنيا ”الذين إذا أصابتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا إليه راجعون“.
وقال: ”ينعقد الإحرام“ بأمور منها القربى إلى الله بأداء النسك، وارتداء ثوبي الإحرام، ”والتلبية“ وهي ذكر خاص يحوي معاني عظيمة يدل على الارتباط الوثيق بالله، والثقة بإجابته بغفران جميع الذنوب ”لبيك غافر الذنوب لبيك“.
وبيّن أن من ”خصائص الحج“ أن يسير الإنسان في الاتجاه الصحيح في عبوديته لله، والتواضع لأحكامه، مشيراً إلى أن ”الحكمة العملية“ مربوطة ”بالتواضع“، فلا يصل الإنسان إلى القرار الحكيم بآرائه، والسؤدد وحصافة الرأي إلا به.
وعدد بعض ما وعد الله به المتواضعين حسب الروايات الشريفة من نيل ”المحبة، والرفعة، والمكانة، وعلو الشأن، والشخصية المرموقة“ بمقدار ”عظمته ومجده“ مبيناً أن المجد يجمع بين العزة والجلالة.
وأشار إلى أن الحج فُرض وحُتم على الجميع ”ولله على الناس حج البيت“ رغم أن شرط قبوله الإسلام، وذلك لأهميته.
وبين أن الناس تأتي إلى ذلك الوادي كما وصفه الإمام علي ع في خطبته ”أوعر بقاع الأرض حجراً، وأضيق بطون الأودية قطرا“ شعثاً غبراً، لا يتوجهون إلا إليه، ”قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم، وشوهوا بإعفاء الشعور محاسن خلقهم، ابتلاءا عظيما“ مشيراً إلى أن العقل قاصر عن إدراك حقائق الأشياء، ويتعبده الله بخشوع الجوارح، ومنها الإتيان إلى بيته الحرام.
وقال: إن من أنكر هذه الفريضة ولو على مستوى التطبيق العملي، وهو مكلف، وتتوافر لديه شرائط أدائها، فهو بحكم الكافر، لإنكاره ضرورية من ضروريات الإسلام.
وأكد أن للحج ”آداب“ يحصل الحاج على فوائده بإتيانها، مشيراً إلى ما ورد عن الإمام الباقر ع في ذلك ”ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الصحبة لمن صحبه“.
وأوضح أنه لابد أن يبتعد الحاج بشكل خاص قبل الحج عن المنكرات والمعاصي، وأن يمسك نفسه عن الغضب بالحلم، وقوة الإرادة، والصبر، والتفكير العميق الذي يمنعه عن ردود الأفعال السلبية وعواقبها الوخيمة، ومنها السباب والعبارات غير اللائقة.
ودعا إلى ”حسن الصحبة“ بتجسيد مكارم الأخلاق كالكرم، والبذل، والاحترام والتقدير، وعفة النفس، والتواضع، والاقتداء بالمصطفى وآل بيته ع، للوصول إلى الدرجات العالية.
وذكر أن الحج ”وفادة على الكريم“، لافتاً إلى أن من أعظم الذنوب في عرفة، بحسب الروايات ”الظن بان الله لن يغفر له ذنوبه“ فلابد من الالتفات إلى سعة كرم الله وعطائه.
وبين أن الحج هو جهاد من لايستطيع الجهاد، ككبار السن، والمرضى، والضعفاء، مشيراً إلى أهمية الإنفاق في سبيله بعدة طرق، ومنها المساهمة في نفقة الحاج ليقيم فريضته، أو بتذكرة سفره، أو تعليمه، والتبرع بالماء أو الأطعمة أو مبالغ مالية، مشيراً إلى أنه تجارة رابحة مع الله، فكل درهم ينفق سواءاً من الحاج أو المتبرع يعود عليه ”بألف درهم“، وفي رواية ”ألف ألف درهم“.
واختتم بأن من فوائد الحج حسب الروايات الشريفة ”التوسعة في الرزق، وكفاية مؤونة العيال، والصحة في الجسم“، فيعطيه الله نحو من التجلة والاحترام والتكريم، يكفيه مؤونة غيره من الناس ومؤونة عياله، وسكينة في قلبه، واستقرار في إيمانه.