آخر تحديث: 5 / 5 / 2025م - 1:16 م

حورية الخويتم: كتبتُ ”إصرار الأصدقاء“ استلهاما من ابنتي ذات الإعاقة

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القديح

أعربت حورية الخويتم مؤلفة قصة ”إصرار الأصدقاء“ وأم لطفلة من ذوي الإعاقة، عن سعادتها بالحضور الكثيف في حفل إصدار كتابها الأول.

وقالت: رغم تزامن التوقيت مع الاختبارات واعتذار البعض عن المجيء، إلا أن الكثيرين وبينهم أطفال كانوا متحمسين لرؤية ابنتي زينب فمتابعيها كثر على حسابي في ”الانستغرام“، وهناك تشجيع وتقدير لهذه البادرة من جهة أخرى.

وذكرت في حديثها الخاص مع ”جهات الإخبارية“ بأن الكتاب يتضمن 10 صفحات، وأبطاله من ذوي الإعاقة، ويتميز بوضوح الرسوم لإظهار تفاصيل كل حالة، ويحكي عن صداقة من نوع خاص تنشأ بين ثلاثة أصدقاء حقيقيين بالمركز العلاجي، وحبهم لبعضهم بحدود قدراتهم الحركية والإدراكية.

وقالت أن فكرة القصة جاءت عفوية حيث تعودت قراءة القصص لطفلتها قبل النوم وهي حكايات من تأليفها، وتشاركها متابعيها بالانستغرام، وطلبت منهم مقترحاً لمجموعة عناوين عن حياة ابنتها، وألّفت لكل عنوان قصة.

وأوضحت أن منشأ الفكرة يعود إلى والدة أحد أبطال القصة، واسمه علي، حيث قالت لها: لماذا لا تكتبين عنهم بالمركز؟، مشيرة إلى أنها لم تكن تملك تجربة سابقة في الكتابة إلا من بعض التعابير العفوية عن المشاعر.

وأشارت إلى أن رسالة القصة تعليمية، وتهدف إلى تعريف الأطفال بوجود المختلف، وشخوصها حقيقيين، ومرفق بنهايتها صورهم، ليتفهموهم، ويكونوا ألطف عند مقابلتهم، ولا يندهشوا عند رؤيتهم.

وبينت أن القصة تتطرق إلى الإنجاز وأنه لا يقاس بمستوى معين، فابنتها زينب مثلاً لا تستطيع الجلوس، وفي هذه الناحية مستوى علي أفضل منها، ولكنه لا يستطيع المشي، بينما ريان يتعلم المشي، ومع ذلك لكل منهم إنجازه بتفوقه على نفسه، وليس بمقارنته بالآخر.

وقالت إنَّ المختلف ليس مريضا، بل طفل عادي تميز باختلافه، وعليه لابد أن يعامل كبقية الأطفال، ولا بأس أن يسمع الأهل دعوات جميلة مثل ”الله يحفظه ويبارك فيه“، بدلا من عبارات الشفاء ”الله يشفيه“، التي تضايق الطفل وأهله، كونه ليس مريضا.

وبينت أن من يرغب بمساعدة الأهل فهناك طرق متعددة، ومنها المطالبة بحقوقه؛ ومن أبسطها توفير منحدرات بالأماكن العامة، ليكون من السهل استقبال المحلات لذوي الإعاقة، موضحة أن هيئة ذوي الإعاقة وضعت شروطا ودليلا واضحا لتحقيق ذلك، بعنوان ”دليل الوصول الشامل“.

وأضافت يحتاج الأهل إلى الدعم المعنوي والتشجيع بدلاً من العبارات المحبطة، كالدعاء بالصحة والعافية ليتمكنوا من خدمة أطفالهم، أو سؤالهم عن حاجتهم للمساعدة، وتقدير ظروفهم في حال تخلفوا عن بعض المناسبات الاجتماعية.

وعن اتجاهها لتصوير يومياتها مع طفلتها عبر حسابها بالانستغرام، أوضحت أنها بالأصل مصورة أفراح، وبعد ولادة ابنتها، والتنويم معها بالعناية المركزة بدون تحسن واضح، قررت إلغاء الحجوزات، وترك مهنة التصوير للتفرغ لها.

ووصفت طبيعتها الشخصية بالمنتجة وعدم القدرة على الجلوس بدون عمل، فكانت سعيدة بمشاركة يومياتها، ووضع جهد في ترتيب الصور والمواضيع للمتابعين، لتعويض الفراغ الذي خلفته مهنتها السابقة، فاكتشفت جزءا جديدا في شخصيتها كونها مؤثرة أو تستطيع التأثير.

وقالت انتقلت من كوني مصورة أفراح إلى مصورة منتجات، مما ووضعني تحت ضغط الموازنة بين حاجات ابنتي وحقها عليّ، ورغباتي، لذا أفكر باستقدام من يساعدني في رعايتها.

وأرجعت قوة تحملها إلى شخصيتها، والظروف الصعبة التي مرت بها سابقا وقوّتها، ونعمة من رب العالمين بنزول الرضا والمحبة منذ سمعت بحالتها، أما عن القدرة بتحويل السلبي إلى إيجابي فهذه طريقة نجاة أمام الظروف الصعبة.

ووصفت والد طفلتها بأنه متفهم ومتعاون وداعم، ومقدر ويرعى ابنتي معها نهار كامل أحياناً لإلمامه بأدويتها وتغذيتها وجميع أمورها الصحية.

وأشارت إلى دور الأهل ودعمهم كل حسب مقدرته؛ ومنها الدعوات الطيبة، وتقدير الظروف، وعدم الزعل في حال انشغالهم.

كما إن إحدى أخواتها تتابع معها وعلى علم وإلمام بملف الطفلة الصحي ومستجداته للطوارئ، وحين الاضطرار للخروج مع الزوج، معلقة بأن الطفل من ذوي الإعاقة من الصعب تركه عند أي أحد، فلابد أن يكون ملما بتفاصيل حالته، ويعرف كيف يتصرف لو حدث تشنج مثلاً أو أي مشكلة أخرى.