التشكيلي شلّي: لا تؤطروا الرؤية الفنية للأطفال

دعا الفنان التشكيلي عبدالعظيم شلي، إلى عدم تأطير أو تحديد مساحة محددة للرؤية الفنية لدى الأطفال.
جاء ذلك خلال ورشة الرسم المباشر التي أقيمت في معرض ”المواهب الصغيرة“ السادس بنادي الفنون بالقطيف.
وأوضح الفنان التشكيلي شلي لـ ”جهات الاخبارية“ أن الأطفال اليوم يمتلكون مدارك مفتوحة على اتساعها على الميديا المختلفة والجوالات، وبالتالي يشاهدون كمًا هائلًا من الأعمال والصور، مما يتيح التعرف على انفعالاتهم النفسية وإلى أين يذهبون بمشاهداتهم من أفلام ودراما.
وأضاف أنه يمكن قراءة الطفل برؤية عين من الشرق أو الغرب أو الشرق الأوسط أو حتى الأفريقية، فالفن بشكل عام إنساني، ولغته عالمية، ولا يحتاج وسيط.
وشدد شلي على أهمية تشجيع الأطفال على اختلاف رؤاهم وتبايناتهم في الفن، حيث أن الفن حالة إنسانية مميزة ويحتاج إلى رعاية لينضج ويتسع، ولابد من توسيع الرؤية لدى القائمين والرعاة والأسر.
وأعرب عن عشقه الشديد للفنون بجميع أنواعها، وأكد حرصه على التواجد في الأمسيات الفنية التي تعد غذاءًا لروحه.
وأوضح أنه يجد في الفنون متعة وراحة ونوعًا من الاكتشاف، وذلك نظرًا للحياة العصرية الاستهلاكية المليئة بالضغوط التي نواجهها جميعًا.
وأشار التشكيلي شلي إلى أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي، وأن حضوره في المناسبات والملتقيات الاجتماعية يعزز قيمة وجوده ويعطيه شعورًا إنسانيًا بفضل الروابط الاجتماعية والعلاقات القريبة.
وأضاف أن حضور المعارض والأمسيات الفنية يساعد في تشجيع المواهب الفنية وتقديرها، وهذا يعتبر التزامًا أخلاقيًا وأدبيًا بالدرجة الأولى.
أكد أن المواهب الفنية بحاجة إلى الدعم والتقدير من الحضور، وإلا فإنها ستنكمش وتتلاشى، ومن هنا فإنه يأمل في مواصلة دعم وتشجيع الفنانين والفنانات من قبل القائمين على المعارض والأهالي والأطفال.
وأضاف أن الفن عملية مستمرة وتراكمية عبر السنوات، وبواسطة هذا التشجيع يمكن للفنانين والفنانات أن يظهروا مواهبهم في مختلف مجالات الفن.
وأوضح أن رسومات الأطفال تشكل عالمًا جميلاً ومفتوحًا للتفسير والترجمة والتعبير، تشبه رسوم الإنسان البدائي والفنون الشعبية.
وأشار إلى أن المعرض يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تعبر عن تعابير غير مألوفة وابتكارات فنية وعمق، وتتضمن تقنيات فنية متعددة مثل التقليدية والمحاكاة والتعبيرية واللونية الصرفة.
وأعرب عن اندهاشه من كمية الأعمال المعروضة وازدحام ”ورشة الرسم الحي“، مما يدل على الدافع والرغبة الشديدة للأطفال في المشاركة والتعبير المباشر أمام الجمهور.
وأشار إلى أن المعرض يمثل تأثيرًا كبيرًا في نفسيات الأطفال، حيث يرى الطفل عمله معلقًا في المعرض ويشيد به الكبار، ما يترك أثرًا وانطباعًا وتشجيعًا معنويًا كبيرًا في نفسية الطفل.
وختم التشكيلي شلي بالتأكيد على أهمية دعم وتشجيع المواهب الفنية لدى الأطفال، حيث يمكن أن تنمو هذه المواهب وتتطور عبر السنوات، ويرى أن ”الأرض مقبلة بطبيعتها على الفنون“ بمختلف أنواعها.
من جانبه، وصف رئيس جماعة الفن التشكيلي، عباس آل رقية، ورشة الرسم المباشر في المعرض بأنها حفل لرسم تعبيري مباشر، يشارك فيها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 سنة.
وأشار إلى أن رسوم الأطفال في هذه الورشة تتمتع بمستويات جميلة من الإطالة والتسطيح، وتختلف هذه الورشة عن الورش الأخرى في المعرض.
وأوضحت الفنانة سعاد وخيك أن فعالية الرسم المباشر تقام كل عام ضمن معرض المواهب الصغيرة، وذلك لتشجيع الأطفال ومنحهم الثقة في تعبيرهم الفني، وأن هذه الفعالية توفر للأطفال فرصة للتعبير عن مشاعرهم بحرية دون تدخل من الآباء أو المربين.
وأشارت الفنانة إلى أن العدد المشاركين في الرسم المباشر هذا العام أكبر من الأعوام السابقة، مما يدل على نضج الأطفال وحبهم للفن التشكيلي.