مسرحي: لوحات «المواهب الصغيرة» مبهرة.. والأطفال يعزفون بأناملهم

عبّر الممثل والكاتب السينمائي والمسرحي عبدالله الجفال، عن اندهاشه من القدرة التعبيرية والخيال المتطور لدى الأطفال، وذلك خلال زيارته لمعرض ”المواهب الصغيرة“ بنادي الفنون بالقطيف.
وقارن ما شاهده في هذا المعرض، بالمقام في مهرجان مسرح الطفل بجمعية الثقافة والفنون بالدمام منذ عشر سنوات، مضيفًا: ”هناك فارق كبير، وكأنني أشاهد لوحات محترفين“.
وتابع: يتضح الفارق هنا في ”الفكرة المهولة، والخيال الطاغي في استخدام ألوان الإكليريك والدخول على اللوحة في الورق أو بأشياء مادية والمزاوجة بينها كأنها“ جريدة حائط" يحملون أفكار فظيعة في الفن التشكيلي والسيطرة على اللون.
وأكد لصحيفة ”جهات الإخبارية“، أن المشاركون يتعاملون مع الورق، ويصنعون اللوحات، وكأنما يعزفون عليها بأناملهم.
وأوضح أن المسرح يتضمن ”خيال“ يشترك فيه مع الفنان التشكيلي، وأنه يستشعر التصاقًا كبيرًا بينهم كفاني خيال، وخيال الطفل الصغير بدءًا من عمر 5 سنوات.
وتابع: كأني أمام شخوص بعمر 20 وليس 5 أعوام، ما يدل على ارتقاء في مخيلة الطفل بعملية محاكاته للواقع، وليس الواقع الذي نراه، فمثلا لوحة الجمل الذي يسير بالظلام، كيف عرف أن الرحلات بالليل أفضل، كيف غاص في عمق التراث، من أين استسقى هذا المعنى وعرف أن السفر بالليل أفضل، وكأن هناك من يسرد له حكاية سفر بالليل وليس النهار.
وقال: الطفل الصغير في اللوحة يعكس ويعطي لنا إشارة انتباه كفناني مسرح إذا أردنا القيام بمسرحية للطفل ”ماهو خيال الطفل هنا، ضمن أي عمر يتقبل الديكور السينوغرافيا، ما في أنك تحط خشب ودخلت وطلعت من هنا، فهو متجاوزكم، ماعاد يقتنع بها، لأن خيال الطفل باللوحات أرقى بكثير من السينوغرافيا التي نتوجه له بها“.
وأكد أهمية مشاهدة الفئات العمرية في اللوحات للتعرف على خيال الطفل، إذا أردنا القيام بمسرحية تتواءم مع خياله في تجسيد بيئة معينة فهذه وسيلة اتصال بيننا.
من ناحيته، بيّن رئيس نادي الفنون التشكيلية عباس آل رقية أن الأعمال بالمعرض تفاوتت بين التعبيرية، والطبيعة الصامتة، والبورترية، وكلها في مستوى رائع، مما يعطي دلالة على أن القطيف ولادة للفنون عامة، والتشكيل خاصة.
وأشار إلى ملاحظته تكون مهارة العرض واختيار اللوحة لدى الأطفال هذا العام، في مستوى التكنيك باستخدام وتوزيع الألوان، وطريقة المزج، ومستوى البعد عن الصورة والنقل، خاصة للموهوبين العارضين والمختارين، وهم أفضل الموجودين من حيث التعبير والتجربة.
وأرجع سبب التميز إلى عدة أسباب ومنها المنهج الدراسي، والدورات التي يتلقاها الطفل، والتواصل الاجتماعي.
وبين أنه سيقدم ورشة هذا الثلاثاء لمجموعة مختارة 22 من أطفال المعرض الموهوبين، تتضمن رسم على الكانفس الملون مسبقاً، وباستخدام الفرش وألوان الاكريليك بطريقة احترافية خطوة بعد خطوة.