آخر تحديث: 5 / 5 / 2025م - 10:40 م

أدباء ومثقفو القطيف عن زيارة أدونيس: لحظات استثنائية «تاريخية»

جهات الإخبارية نوال الجارودي - القطيف

وصف أدباء ومثقفو القطيف لصحيفة ”جهات الإخبارية“، انطباعاتهم حول زيارة أدونيس التاريخية للمنطقة، الأحد الماضي، والتي التقى خلالها بهم، في يوم شعري مميز، في منزل الإعلامي وعضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله.

حدث تاريخي

واعتبر الشاعر ياسر الغريب هذه الزيارة، حدثا تاريخيا يضاف للسجل الأدبي للقطيف، مضيفًا: شخصيًا تعلقت بأدونيس من خلال قراءتي لأعماله المتنوعة الشعرية والنقدية، ولما التقيته وجها لوجه سألته مباشرة عن سر حيويته ونشاطه الدائم، فقال لي بكل بساطة إنه الوفاء للمشاريع التي خاضها والتي أعطته روح التحدي عبر تجربته الممتدة، إن زيارة أدونيس للمملكة دليل على الرؤية الجديدة التي يعيشها المجتمع السعودي في لحظته المعاصرة.

لحظات استثنائية

وقال الشاعر فريد النمر: إنها لحظات استثنائية أن نلتقي بأديب ومفكر استثنائي، كانت لحظات استثنائية أن تلتقي في غضون 48 ساعة المفكر والأديب الإستثنائي أدونيس لتعبر لبوابة الزمن من نقطته الحداثية الأولى لمجلة شعر وروادها الذين شغلوا الناس بالشعر والأدب والذي عرفنا به أدونيس من عمق وثراء معرفي حول الشعر بمؤتلفه ومختلفه.

عناية وفخامة

وأضاف: كان لقاء عالية الثقافة مركز في توجيهه الأدبي الشعري وجهه الأديب محمد رضا نصر الله بكل عناية وفخامة كما هي عادته ليأخذ بعدا تاريخيا كما فعل أسلافه في زيارة الدكتور الخولي والدكتورة بنت الشاطي قبل خمسين سنة من الآن.

الصوت الأنثوي

وأكمل: لعل كلمة الشاعر أدونيس عن مستقبل الشعر في الصوت الأنثوي، وأن صوت متفجر بالابداع بعد كل هذا الكبت الطويل ودعوته للشعراء الشباب أن لا يكونا مثلنا وليستقلوا بذواته كانت الدعوة نحو عبور بوابة وجهة الشعر لرؤيته الأعمق في الذوات كانت بمثابة انقلاب على الذكورية الشعرية التي تسيدت المشهد لسنوات طويلة.

أنثوية الشعر

ولفت في حديثه إلى دعوة أدونيس للقراءة بكونه عمل خطر وأن لا نقرأ لذواتنا لكي لا نكررها كقصيدة واحدة يكتبها الجميع كان حجر الألماس الذي وضعه من خلال هذا الأصبوحة القطيفية الرائعة كما أشير هنا لمداخلة الناقد الكبير شوقي بزيع بأن هناك توم الشعر والمتجسد باللغة وجيري النقد الذي يدخل في الأماكن الضيقة للنص الشعري عليه أن نتنبه أن أنثوية الشعر هي أبدية للذكور والإناث كما قال غوتي.

حصاد السنين

وبين النمر أنه كان لمداخلة الدكتور نجم عبد الكريم فصل الخطاب في حصاد السنين الذي زرعها أدونيس منذ أعوام كثيرة هاهو اليوم يتمثل في هذه الوجوه الشابة المبدعة التي ألقت النصوص الجميلة والرائعة وهذا بحد ذاته ترك انطباعا عاليا من الرضا لما وصل له الشعر في السعودية ومحافظة القطيف والأحساء بالخصوص من علو كعب وحضور فارع بالوطن العربي الذي أعطى ثماره اليانعة رغم الطعونات الجائرة عليه.

عطاء مستمر

وأكمل: نعم أن الاحتفاء بالقطيف الشاعرة وبأدونيس والأدباء العرب الضيوف بمعنى الكلمة الشاعرة الواعية فشكرا للأديب محمد رضا نصر الله الذي نقش التاريخ عند أول لقاء وهاهو يقطف ثمار جهود قرن من العطاء الكبير والمستمر، أما عن الشعر الذي ألقي بالمحفل كان شعرا جميلا عبر عن كيان مجتمع شعري عريض الرؤية وعالمي المثول والتمثل في ابداعه.

سبب رئيس

وتحدث الكاتب ومؤسس منتدى الثلاثاء جعفر الشايب عن أثر وأصداء الزيارة بقوله: لا تزال أصداء زيارة جمع من أبرز الأدباء العرب لمحافظة القطيف وعلى رأسهم الشاعر المفكر أدونيس حاضرة بكل تفاصيلها في الأذهان، فهذه الزيارة التي كان السبب الرئيس فيها المشاركة في حفل تحدي القراءة الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي للاحتفاء بالشباب والشابات العرب الذين قدموا جميل إبداعاتهم في فنون القراءة والتحصيل المعرفي وكرم ثلاثة منهم في حفل حاشد وبهيج في المركز.

تحولات أدبية

ولفت إلى أن زيارة كل من الشاعر ادونيس وابنته أرواد والشاعر شوقي بزيع والشاعر قاسم حداد والإعلامي نجم عبد الكريم والشاعرة بروين حبيب واجتماعهم بأدباء وشعراء المنطقة في منزل الإعلامي البارز وعضو مجلس الشورى السابق محمد رضا نصر الله كان حدثا ثقافيا وأدبيا لافتا، حيث تألقت شاعرات وشعراء المنطقة في تقديم نصوص أدبية متميزة وتحليل للتحولات الثقافية والأدبية الكبيرة التي تشهدها المملكة في هذه المرحلة.

شعر الحداثة

وأشار الشايب إلى أن الأهم من ذلك أيضا هو طبيعة الحوار الأدبي المتبادل بين هذه المجاميع من مختلف الأجيال حول تطورات الشعر العربي وتحولاته ومقارنة بدايات شعر الحداثة والواقع الحالي.

معالم تاريخية

وأكمل: هذه الزيارة التي شملت تعريف الضيوف بالمعالم التاريخية للمنطقة والاطلاع على نتاجها الأدبي والعلمي ومكنوزاتها الأثرية ومكتباتها الخاصة، كل ذلك شكل حصيلة معرفية متكاملة انعكست في أحاديث الضيوف وتفاعلهم مع الحضور ممن هم متابعين لإنتاجهم الأدبي والفكري.

اختصار المسافة

ورد الشاعر علي سباع في إجابته على استثنائية الزيارة حين قال: بالتأكيد إنها لحظة استثنائية لما يمثّله أدونيس في المشهد الثقافي العالمي، فتواجد قامةٍ مثله هو اختصار للمسافة بيننا، وبالنظر إلى ما يحدث من تطوّر بارزٍ في الساحة الأدبية بالمملكةِ فإن حاجتنا للتقارب مع التجارب الكبيرة في العالم العربي والعالمي هي عمود أساسٍ في التحوّل وهذا ما حدث بالأمس.

طفرة ثقافية

وأضاف سباع: لعلّي أشكر محمد نصر الله على هذه الفرصة التي سنحت بأن ألقي نصاً في محضر أدونيس وبقيّة الضيوف الكرام، ولعلّي لم أكن أحلمُ، حيث في سنواتٍ مضى كنّا نرى هذه القامات ونأمل في رؤيتها فقط، ومن ناحية أخرى أشكر كل من ساهم في هذه الطفرة الثقافية بالمملكة، وأتى بكل هؤلاء المبدعين ليكونوا معنا في المشهد الثقافي داعمين وموجّهين.

وعي المضيف

ووصف الشاعر والمترجم رائد أنيس الجشي انطباعه حول زيارة أدونيس بقوله: زيارة أدونيس أديبا ناقدا أدبيا وشاعرا ومؤثرا في فعل القراءة والكتابة فقط، دلالة على وعي المضيف بضرورة إنزال الأدباء منازلهم والاستفادة من خبرتهم في مجال تخصصهم.

لغة عميقة

وأكمل أدونيس له أثره الكبير الذي لا ينكره من اتفق معه أدبيا أو خالفه لأن خطابه الأدبي - على عكس لغته الشعرية الفوقية العميقة - واضح وصريح وبين المباني والحجج وموافق تماما لتطبيقاته الشعرية فحين نقرأ تنظيره في أطروحة الثابت والمتحول ونصوصه الشعرية في كتاب ”الكتاب“ مثلا نجد أن الآخر الشعري مصداق للأول النقدي.

قبول المجتمع

وأضاف الحشي: زيارة أدونيس مهمة لأنها تعزز أيضا ثقافة قبول المجتمع لمن يقدم الفائدة دون أن تعيق وعيه شوائب لا علاقة لها بالمادة المقدمة، وأن الاصغاء والتقدير للأدب ملاكه ذات القيمة للمادة الأدبية المقدمة، لا أي فكر أو سبب آخر يتعلق بالمؤلف لا علاقة له بمادته المطروحة.